حتى بعد أن فل حده وترهل جسده وضعفت عزيمته بعض الضعف. ثم صوره والداً تغلبه العاطفة وزوجاً يذكر حبه الأول ويحنق على زوجة خائنة حنقاً مكتوماً وإنساناً يحتمل العذاب والأحقاد احتمال الجبار
ثم صور موسوليني الموقعة الأخيرة، فكان في وصفه القائد الواقف على نشز من الأرض يرقب جنوده من منظاره، ويحرك الفيالق عن علم ودراية، حتى لكأننا ننظر من ثنايا وصفه ميدان (كاتربرا) و (واترلو). ونسمع أصوات القواد والساسة في مفاوضاتهم بعد النصر الأخير
فالقصة مثل رائع من أمثلة التأليف القصصي التاريخي، يكاد الإنسان لا يبصر فيها موضع القصص لصدقها التاريخي، ويكاد لا يلمح التاريخ لصدق تصويرها القصصي
وقد أحسن حضرة الأديب يوسف أفندي تادرس الناقد المسرحي لجريدة السياسة الغراء، في إخراج هذه القصة إلى اللغة العربية التي ما كان لها أن تفقد قصة موضوعها نابليون ومؤلفها موسوليني. وقد نقلها عن الترجمة الإنجليزية للشاعر الإنجليزي المعروف (جون درنكووتر)
وقد قرأت التعريب كما قرأت الترجمة الإنجليزية التي عربها المعرب، فإذا بي حيال قصة عربية سلسة حلوة الأسلوب سهلة اللفظ، قد أبرز المعرب روحها إبرازاً لم يدع فيها موضعا لغموض مع الصحة والدقة
فعلينا أن نشكر لحضرة المعرب الأديب مجهوده العظيم الذي أضاف به كنزاً كهذا إلى اللغة العربية المجيدة
محمد فريد أبو حديد
مكتبة القراءة والثقافة الأدبية
بقلم الدكتور أحمد فريد رفاعي
مدير إدارة المطبوعات
لا حاجة بنا أن نقدم إلى القراء الدكتور أحمد فريد رفاعي فهو ذو الشهرة الطائرة والصوت البعيد في عالم الأدب، وفي طليعة الجمهرة المستنيرة المثقفة في مصر، يجمع إلى نشاطه