والخلاصة أن كازانوفا، كان رغم رذائله، شخصية عجيبة؛ وكانت حياته صورة صادقة للعصر الذي عاش فيه، وهي من هذه الناحية تستحق التحليل والدرس؛ ولقد كان لهذا المغامر المرح أصدق سلف وشبيه في مواطنه بنفونوتو تشلليني؛ فقد خاض كلاهما حياة مماثلة، واشتركا في كثير من الخلال والخواص النفسية، وسطر كل منهما حياته بقلمه؛ ولكن تشلليني كان علماً من أعلام الأحياء وبطلاً من أبطال الفن؛ أما كازانوفا فلم يعش إلا لنفسه، ولم يتبوأ في مجتمع عصره سوى مكان ثانوي وكانت حياته مزيجاً من الأهواء الجامحة، والأثرة العميقة، والشهوات المادية، والمرح العقيم.