للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفتاة؛ فليس بين برامج التعليم الحاضر شيء من مسائل الثقافة الجنسية التي كانت تلقى بكثرة في ظل النظام القديم؛ وعلى الآباء والأمهات أن يلقنوا أبناءهم وبناتهم ما يحسن تلقينه من المسائل الجنسية المحتشمة، كذلك يرغب النظام الجديد عن نظام اختلاط الفتى والفتاة في ميدان التعليم ويعتبره تقليداً ضارا بمستقبل النشء

ولم تبق الجامعة في نظر النظام الجديد مكانا تحشد فيه المعلومات في الرءوس، ولا موطناً يعد الشباب للكسب الفردي؛ فالفرد إنما يجب أن يعمل للمجموع، وأن يستخدم في ذلك السبيل أي موهبة أو كفاية؛ ولا يريد النظام الجديد بعد شباباً ذابلاً تملأ رأسه المعلومات المختلفة، فذلك الضرب من الشباب يجب أن يختفي

وقد أدخلت تعديلات كثيرة على نظم القبول في المدارس والجامعات، وأضحى العامل العقلي والتعليمي أقل شأناً مما كان من قبل، وأضحى العامل الجسمي والخلقي في مقدمة العوامل التي تؤهل الطالب للقبول

وقد اتخذ تعليم التاريخ وسيلة لتكوين العقلية الألمانية الجديدة؛ فلم يعد يلقن الشباب تلك التفاصيل التاريخية المسهبة، وإنما يلقن التاريخ موجزاً من الناحية العامة، وتخص الناحية الجرمانية بكل عناية؛ وتتخذ نظرية السلالة الألمانية أهمية خاصة: سلالة الجنس الشمالي وتطورها ونقاؤها والأخطار التي تتعرض لها. هذا أهم ما يلقن الشباب الألماني، وهذا ما يشير إليه هتلر في كتابه بقوله إن غاية التربية الأخيرة هو أنه يجب أن يغرس في عقل النشء أن الجنس الجرماني هو أرفع أجناس الخليقة

وهكذا تفيض جميع نظريات التربية الألمانية القديمة التي عمل العلماء الألمان لاستخدامها على ضوء التجارب والأصول العلمية المقررة، وتحل مكانها نظريات جديدة جل غايتها أن تقوي الفكرة العسكرية في الشباب الألماني تحت ستار التربية الرياضية وأن تخلق من الشعب الألماني قبل كل شيء شعباً عسكرياً يعتز بقواه وكفاياته المادية

ميشيل آنجلو

ميشيل آنجلو بطل من أعظم أبطال الفن، وعلم من أعظم أعلام عصر الأحياء؛ وقد كتب عنه مدى العصور عشرات من أكابر الكتاب في كل أمة وكل عصر؛ ولكن العبقرية الساطعة تبقى أبداً مثاراً للبحث والتقدير. وقد صدر أخيراً كتاب جديد بالإنكليزية عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>