للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يصلح الآلة، ثم هو في مصنع السفن إنما يعرض حالة لا ترتبط بسياق القصة الرئيسية كبير ارتباط

والفلسفة كانت أكثر مما يحتمل الفلم، ففي النهاية نجد شارلي يعمل خادماً في مطعم كبير ونراه يحمل الطعام مخترقاً الراقصين، وعندما يصل إلى المكان المقصود يجرفه تيار الراقصين ويسير به إلى حيث بدأ، وأخيراً وبعد الجهد يصل ولكن يجد الطعام قد سقط منه!! وكذلك بعد أن ألقى قطعته الغنائية وتقبل تهانئ مدير المطعم ووعدا بالعمل المستمر وأحس بأن السعادة مقبلة، نرى القدر يعاكسه إذ يرسل إليه رجال الشرطة يطلبون فتاته فيهرب معها تاركا السعادة بعد أن كانت بين يديه. فهذا الإمعان في الفلسفة فيه بعض الإرهاق لرواد السينما، وهؤلاء قد يضحكون من الحركات ولكنهم لا يفهمون ما يرمي إليه المؤلف والمخرج. وفي رأيي أن واجب رجل السينما تبسيط الآراء ما استطاع

والناحية الفكهة في الفلم لا بأس بها، ولكنها ليست قوية إلى الدرجة التي كنا نتوقعها ونرجوها؛ وخير ما أذكر له جلسته أمام الآلة التي تناول الطعام، لاسيما وهو يحاول أكل الذرة ثم وهو يقفز إلى الماء ليغوص، فإذا بالمكان الذي يسقط فيه ضحل فيتألم ويعود أدراجه دون أن يتم الاستحمام

يبدو لي أن جهود شارلي الموزعة هي السبب الأول في ضعف الفلم. وقد تحدثنا عن ضعف الرابطة بين كل جزء وآخر، وعن الحشو والتكرار، وهذا ما جعلني أنظر إلى هذا الفلم كأنه نوع من الاستعراض، فليس هو بفكرة واحدة متسقة تعالج علاجا فنيا

والتصوير بدائي وليس هذا الذي شاهدناه بالمستوى الذي يليق بفلم كبير كهذا، فلم تكن هناك مهارة في اختيار زوايا التصوير، كما أن شارلي قد عمد في جميع الصور المتتابعة إلى التقاط الصور المتوسطة وكأنه ليس في التصوير السينمائي غيرها

وحاول أن يرسم صورا متباينة لحالة العمال والرأسماليين فجعل فتاته الجائعة المحرومة تقف ذاهلة ثم تنقض على الفطائر ثم تنتقل إلى قسم الأزياء وتختار معطفاً ثمينا من الفرو الأبيض فترتديه وترقد على فراش وثير، ولكن الصورة ضعيفة وأثرها في النفس غير عميق

والتمثيل عادي، ولقد مثلت بوليت جودار دور الفتاة فلم تبد تلك المهارة والمقدرة التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>