للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إسماعيل رحمه الله تعالى، وهي الأوامر نفسها لا صورها

يقول المرحوم أحمد تيمور باشا في كتابه لي: (ولا أظنّ نظيراً لهذه المجموعة في الدنيا، وقد بحثت عن سبب حفظ هذه الأوامر جميعها كل هذه المدة في تلك الجهة النائية، فأخبرت أن العادة فيها من القديم أن يُحفظ كل ما يصدر من الحكام إلى عاملها في مكان خاص بالمحكمة الشرعية، وبها تيسر حفظها. وقد رأيت بها من توقيعات الملوك كالغوري وغيره الشيء الكثير، وكذلك توقيعات حكام الفرنسيس مدة احتلالهم لمصر وهي بالإفرنجية، ولكن الأوامر بالعربية. ولا أخفي عليكم أني متلهف إلى الآن إلى صورة شمسية من هذه المجموعة، ولكن (فيا دارها بالخيف). أهـ

إن من حسن توفيق الله ظهور هذه الوثائق الإسلامية على يدي المرحوم الملك، فلولا تفكيره في تدوين تاريخ رسمي للدولة المصرية لما استطعنا الوصول إليها، ولا الوقوف على تفكير أول قاض شرعي وضع الأساس في جمع هذه الوثائق والمستندات القيمة في تلك البلاد النائية البعيدة عن العمران المزورّة عن مدنية هذه الأيام

وأظن أن المساعي المتواصلة التي بذلت في شأن هذا التاريخ قد أنتجت نشر أجزائه الأولى باللغة الفرنسية وستتبعها النسخ التركية والإنكليزية والعربية طبعاً

إن مثل هذا الملك القوي العقيدة، الراسخ الإيمان، العالم العامل البعيد مدى التفكير، مما يُبكى عليه، ويُحزن لفقده. ولكن في خليفته وخلفه جلالة فاروق الأول خير عوض، وأحسن عزاء لنا، ورحم الله الشاعر العربي الذي قال في حالة تشبه حالتنا هذه:

هَناءٌ محا ذاك العزاء المقدما ... فما لبث المحزون حتى تبسما

ثغور ابتسامٍ في ثغور مدامعٍ ... شبيهان لا ينفكّ ذا الشبه منهما

عبد الله مخلص

عضو المجمع العلمي العربي

<<  <  ج:
ص:  >  >>