ولم يذكر التاريخ أن إمبراطورية بلغت من السعة في الملك والكبر والمجد ما بلغته هذه الدولة الفتية
فتوح أسبانيا
لنبحث عن أسبانيا الآن: بعد أن افتتح العرب أسبانيا سنة ٧١١ على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد (٩٢هـ) بقيت مقاطعة أو إمارة تأتمر بأمر الخليفة، ولكن في عام ٧٥٦ استقلت المملكة العربية الأسبانية عن الخليفة الكبير
واتخذت هذه المملكة المستقلة (قرطبة) عاصمة لها فأصبحت أغنى عاصمة في العالم وأوفر مكانة بعناية مؤسس هذه المملكة (عبد الرحمن الأول)، وبرغم الثورات الكثيرة والاضطرابات العديدة ظلت هذه المملكة وطيدة الأركان من القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر
وفي أسبانيا هذه كان يعيش قسم كبير من المسيحيين ترك لهم الإسلام حرية معتقداتهم وعاداتهم وحافظ على كنائسهم
ملوك أسبانيا
ويعد أفضل من حكم أسبانيا العربية الملوك الثلاثة:
(عبد الرحمن الأول، وقد أسس قرطبة الجميلة المجيدة
عبد الرحمن الثاني، وقد مهد الطرقات وشاد الأبنية العمومية الفخمة وأسال الأمواه في المجاري الهندسية حيث لم يكن في أوربا شيء من هذا
عبد الرحمن الثالث ٩١٢ - ٩١٦ عرف أنه كان أفضل ملك مثقف يحب العلم ويعمل على نشره، وأقوى من جميع الملوك الذين عاصروه، فقد نال انتصارات باهرة على الملوك المسيحيين الذين تحرشوا به حتى كان عدد كبير من الملوك الذين عاصروه يلتجئون إليه ويحتمون به
والحكم الثاني امتاز بحب العلم ونشر الثقافة، ولقد أنشأ في قرطبة مكتبة تحتوي أكثر من أربعمائة ألف مصنف