(مأموريات كثيرة) من يدري أيضاً. . . لا. لا. يجب أن أغادر الديار وأفلت من قبضتها. . . . وظل يأتمر بها مع نفسه وانتهى بأن قال (ستحسبني رحلت فلأراقْبها إذن. . . لأراقبْها أنا)
وتتلمذ حينا من الدهر على (شرلوك هولمز وأتاحت له الظروف فرصاً باهرة. . .
ما هذا: إنها في السيارة والسيارة تنهب الأرض نهباً إلى (المحافظة)!. . . الله! الله!. . . إن السيارة تطير بها إلى الوزارة!. . وزارة الداخلية!! الله أكبر! ما كان أصدقك يا مدام سرمِزِلْ!!. . ما هذا أيضاً: إن السيدة لم تنتظر في غرفة الانتظار. بل انفتح لها رِتاج الوزير فور الساعة!!. . . لا. لا، إنها ذات عهد بتلك المعاهد بلا مراء. . يا لله!. . ماذا كان مصيره لو هوى في ذلك الشرك. . ولو لم توح السماء إلى الناس فيخطئوا مرةً واحدةً ويضعوا بجانبه (المنقذة سرمِزِلْ)
وهكذا بعد أن اطلع عليها ولى فراراً وملئ منها رعباً
وكان قصره في الريف يشرف على عتبات جنيف! وكان اتصال البلد الذي هو فيه بالبلد الذي فيه عصبة الأمم يُسبغ عليه من جو الدبلوماسية ومن مراسيمها، وكانت أول دعوة وجهت إليه دعوة المركيز (دي بريل) وهناك. . . هناك. . ماذا. .! هنا ألفى نفسه وجهاً لوجه أمام من؟ أمام المدام دي نيج نفسها. . بلى، إنها هنالك تقتفي آثاره فيمن تقتفي آثارهم، ما في ريب، ولم يكن بد من أن يتحدثا فتحادثا
- أنت هنا يا مدام؟ أية مصادفة! أية مصادفة!. فحدقت في عينيه، وكان جَلدها قد وهى، بل كان قد انتهى، وقالت:
- لا ليست مصادفة. ألم تقل لي إنك قادم إلى جكس؟ قال:
- كم أنت ظريفة يا مدام! وأظنك لهذا جئت إلى جنيف؟ وشرع يتهكم فجذبته بقوة وقالت:
- لا تسخر مني وقل لي هنا. . هنا على الأقل. . لماذا كنت تتخلص مني؟ وحارت الدموع في مآقيها كالسحاب عندما يتجمع في زوايا السماء الصافية. فجرؤ صاحبنا وتشجع وقال: