ج: في ١٠ يوليو؟. . دعني قليلاً أفكر. . في ١٠ يوليو ذهبت إلى المحافظة أبحث عن جواز سفر إلى جنيف. . لأحضر إلى هنا. . قريباً منك
س: وفي نفس اليوم بوزارة الداخلية؟
ج: كنت أعرف الوزير فقصدت إليه أطلب تصريحاً بزيارة عصبة الأمم. وقالت (لكأنك قد تجسست علي). . . (إنك إذن من رجال البوليس)
قال: كلا يا سيدتي، لست أنا. . . ومسح جبينه وهو يتفصد عرقا، وأضاف: ولا أنت أيضا
- إذن هل قال لك أحد شيئاً؟ أو صدقت الذي قيل؟
ولم يكن يقيله من عثرته إلا أن يقول - كالشهود - الحق، وكل الحق، قال:(مدام سرمِزِلْ) فتنهدت الحسناء وقالت: (أفتصدق تلك الفرية فتلوث هذه التي كنتَ. . . التي كنتَ.)
- التي كنت أحبها، ومازلت أحبها كثيرا، كثيراً جدا، جدا، أما هي فلن يتفتح لي قلبها أبدا. . .
أفرَخ روع المدام دي نيج، وشاعت في وجهها نضرة النعيم، وتمشيا معاً في ممر يعطره أرج الربيع، لكأنهما الفكرة البديعة تروح وتغدو في خيال الشاعر. قالت: أرأيت إلى هذا الكمِّ الذي لم يتفتح بعد عن الزهرة! انظر ماذا فعلت بي. . . لقد لوثتني؛ فهل أهبك بعد هذا قلبي؟ خذ هذا الكم ذكرى من ذكرياتي. . . لقد وقع ولكن أثره ما يزال
فأخذ الكم بقوة كأنه ينزعه وقال: وإذا أنا طهرته بفمي من هذا الأثر أفتغفرين لي؟) ثم قضم بأسنانه لفائفه فبدا الطلع من ثناياها وضيئاً مشرقا. قال:(أما الزهرة يا سيدتي فلم تمس بسوء. فهلا تغفرين؟) وازدحم الدمع في موقيه كطفل غرير، وتطلع إليها كأنه يلتمس منها أن تهبه الحياة، فأطرقت في دلّ وخَفَرَ وقالت:(أما الزهرة فأنها لك) ثم عادت لتقول: (لكن عليك أن تغسل شفتيك قبل أن تقبلني)