(حسين رياض)، ومع جهلي باللغة العربية أحس أنه يجيد الإلقاء، وأنا مرتاح إلى تمثيله. والدون جوميز (زكي رستم) أدى دوره يحتاج إلى الصلف والكبرياء أحسن أداء، وهو يليق لهذه الشخصية)
قلت وما رأيك في السيدة التي تمثل دور ابنة الملك (عزيزة أمير)؟ فأجاب (إنها لا تليق لهذا الدور، وإنها تبدو في مستوى أقل كثيرا من مستوى الممثلة التي قامت به في باريس حتى ليخيل إليّ أنها لم تفهم دورها)
ثم سألته عن رأيه في الإخراج فأجاب (هل من الضروري أن أجيب عن هذا السؤال؟) فقلت أجل، إنه يهمنا كثيراً أن نعرف رأيك. . إن إخراجك قد حاز إعجاب جميع رجال الفن والأدباء من المصريين، وإن من دواعي السرور أن تفصح لنا عن رأيك
أطرق المستر ادواردز قليلا ثم رفع وجهه وقال:(لقد حدثتك من قبل عن رأيي في طريقة الإخراج التي أفضلها. لقد جعلت السينما أي جهد في إخراج الروايات بطريقة نقل الطبيعة ومحاكاتها عبثاً، لأن مجال المسرح محدود؛ والأمر على العكس من ذلك في السينما، ولهذا وجب علينا ألا نعنى بالأشياء الحقيرة والتفاصيل فهي مجال السينما، ولهذا فأنا غير مرتاح إلى اتباع طريقة الريالزم؛ وأفضل الطريقة الإيحائية لأنها تجعل رواد المسرح يشتركون مع الممثل والمخرج في نجاح الرواية والاهتمام بحوادثها، بدل أن تعرض عليهم عرضاً سهلا يبعث النوم إلى جفونهم، ولذلك لم يعجبني إخراج هذه الرواية)
(إن المسرح الحديث يعتمد أكثر ما يعتمد على الإضاءة؛ ولقد رأيت كيف عاونتني في إخراج هملت، وروميو وجولييت وغيرهما، ولكني أرى مخرجكم (زكي طليمات) لم يقصد من الإضاءة إلا أن يكشف المناظر والممثلين للنظارة، ولم يستخدم الإضاءة في غرض أو فكرة خاصة، واستخدامه للضوء يظهر في موقف واحد فقط بين السيد وحبيبته)
(وقد يكون استعمال المناظر المتعددة والستائر الكثيرة مما يلجأ إليه المخرجون الفرنسيون، ولكني أرى أن ما يصلح لفرنسا يجب ألا يفرض على مصر أو غيرها، بل يجب على المخرج أن تكون له شخصية تبرز في إخراجه وتعبر عن نفسيته، وتكون رجع الصدى للبيئة والقومية التي هو منها؛ ويبدو لي جلياً أن مخرج هذه الرواية لم يهتم بدراستها دراسة إخراج)