لذة الروح لا الجسم، ومن عجيب أمر الروح أن لذتها لذة صافية، وألمها ألم مشوب بلذة، ثم لذة هذا المخلوق لذة مشروطة بشروط، فهو يعتقد أن لذته مرتبطة ببقاء صاحبه في الوزارة، وصديقه في الوكالة، وحميمه في منصبه، لأن قيمته ذاتية، ونجاح مثل هذا في أمة عنوان فشلها وسوء تقديرها، وضعف الرأي العام فيها - وهو مثل سيئ يشجع البذور السيئة على النماء والبذور الصالحة على الخفاء - قد يكون هذا المثل في كل أمة، ولكنه في الأمة الصالحة نادر، ويحتاج في نجاحه إلى كثير من الطلاء حتى يخدع الناس ويوهمهم بصلاحه. أما أن يجرؤ ويظهر بمظهره الحقيقي ثم ينجح فذلك فساد الأمة وسبه الدهر