للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا يوجد ممن يدرس للطلبة بهذا الاسم سوى الشيخ محمد النجار (صاحب الأرغول فيما بعد)، فتلقف هذه الوظيفة النجار الفتى إذ لا يوجد بازاء الوظيفة ما يميز نجاراً من نجار

بهذا أخبرني العلامة الأديب المرحوم الشيخ محمد أبو راشد إمام المعية في عهد الخديو السابق عباس حلمي باشا الثاني

عين بعد ذلك الشيخ محمد النجار مدرساً بالمدارس الأميرية مع بقائه مدرساً بالأزهر إلى أن كان مدرساً بمدرسة الفنون والصنائع الأميرية ببولاق

وقد كانت نظارة المعارف في ذلك العهد ليس بها درجات للمدرسين ولا نظام للعلاوات وإنما كان ينال من العلاوات من يصادفه الجد ويسعده الحظ. وقد عبر الشيخ النجار على ذلك مدة من الزمن، وكلما آنس أن العلاوة ستسعده بعدت وأخطأته أو تخطته. فلما كان عهد تولية علي مبارك باشا نظارة المعارف عمل له زجلاً يشكو به حاله وقدمه إليه. وهأنذا أنص ما وعته ذاكرتي منه

الدهر دا ديْماً غدار ... لكنوعَ العاقل أكتر

والسعد يأتي بالأقدار ... والرزق مقسومْ ومقدر

الدهر ديْماً مع الأحرار ... يقول حاوريني يا طيطه

تلقى الردِى بخته طيب ... والحر لُو بخت قليطه

ودا غنى بيتو فشبراً ... ودا انزرع في التبليطه

ودا حمار وراكبلو حمار ... مبسوط بأنه سي بعجز

الناس خدامتها سهلة ... وان خدامتي في اتعاب

في كل يوم الصبيحه ... أمشي إلى بولاق قراب

واللي أبات فيه أصبح فيه ... رايح وجي من الكُتاب

خوجه وعايز حق حمار ... ولي ماهيَّه لا تذكر

امتى أفوت مشوار بولاق ... واعرف أنا الآخر بختي

وأفوت بتوع حياك الله ... وبتوع حبرتك يا ستي

كتب علينا (قل سيروا) ... فيها مصيَّف ومْشَتي

الشمس فيها زي النار ... وفي الهوا دايماً تعفر

<<  <  ج:
ص:  >  >>