يا أهل المعارف والأنصاف ... أنا جرالي معاكم إيه
تأخروني بالمرة ... وتقدموا الغير عني ليه
البيه يقول روح للباشا ... والباشا يأمر روح للبيه
وأنا كدا واقف محتار ... زعلان ومغموم ومكدر
قالوا الديوان عامل ترتيب ... وبالزيادة لك جادوا
يا حلم وان صحت الأحلام ... وطلعت أنا في اللي زادوا
ورحت أرجو سيدي فلان ... والعبد يترجا اسيادوا
وضع أمام اسمي أصفار ... حتى بقي حالي يصفر
لا أنا مساعد في الساحل ... ولا قريب الشيخ قفه
ولا صعيدي بياع دوم ... خالي حمد سرق الزلفه
ولا مراكبي لي مركب ... عويلها مربوط بالدفه
إلا شريف جدي المختار ... عالم مدرس بالأزهر
فلما قدم هذا الرجل الزجل إلى المرحوم علي مبارك باشا أعجب به وأمر بنقله إلى مدرسة القريبة وزيادة جنيه ونصف على مرتبه، وما كان يحلم أن يصل إلى ذلك في ثلاث علاوات
وكان رحمه الله راسخ القدم في فنون الأدب، فكان ينظم المواويل الحمر ويساجل أبطالها
كان يوجد رجل بمديرية المنيا اسمه الشيخ عبد الله لهلبها ينظم المواويل، وقد ذهب المرحوم الشيخ محمد النجار إلى المنيا وبحث عن الشيخ فلم يجده
فترك له موالاً عند عبد القادر أفندي إدريس وهو:
والله ما حرق الأحشا ولَهْلِبْها ... ولا أذاب مهجتي إلا ولَهْلبها
ونزلت في أرض لا ناسي ولهلبها ... وجيت أدور على مواوي يواويلي
قالوا ما فيش إلا أبو كراع في بلدة ولهلبها
أما ما رد به عبد الله لهلبها على هذا الموال فعند عبد القادر أفندي إدريس
وكان النجار رحمه الله يبتدئ الموال ويتحدى الأدباء يريد منهم تكملته فلا يجد. وربما زاد قسما آخر بعد ذلك في الموال. فيعي الأدباء عن ذلك