فأخذ فريق من ساسة الإنكليز ورجال الحقوق فيها يقول بأن عبارة (تلك الدولة) تعود إلى (الفريق الذي كانت موجهة إليه المخالفة والتعدي)، لا إلى عبارة (كل دولة من الدول المتعاهدة الأخرى)، وإن الحكومة البريطانية غير مقيدة بمساعدة فرنسا لمجرد احتلال أراضي الرين؛ ومساعدتها واجبة فقط عندما يكون هذا الاحتلال على شكل يوجب القيام فوراً بإجراءات صارمة، وهو يريد بهذا التفسير أن بريطانيا لم تخالف المعاهدة، لأن فرنسا لم تعتبر عمل ألمانيا (تعدياً ظاهراً)، ولم تقم بإجراءات عاجلة. . . ولأن بريطانيا تعتقد أن عمل ألمانيا لا يوجب القيام بإجراءات حربية
ويرد فريق آخر على هذا التفسير، وعلى رأسهم السير استين شمبرلين، وهو أحد الذين وضعوا المعاهدة بأن عبارة (تلك الدولة) ترجع إلى عبارة (كل دولة من الدول المتعاهدة الأخرى) لا إلى عبارة (الفريق الذي كانت موجهة ضده المخالفة أو التعدي). وأن لوكارنو تعتبر اجتياز الحدود وإشهار الحرب وجمع قوى حربية في الإقليم غير المسلح عملاً هجومياً يقضي على جميع الموقعين على المعاهدة القيام بإجراءات صارمة حتى الحرب لإعادة الستاتيكو إلى ما كان عليه قبل وقوع التعدي، وأن السبب الذي لم يدع إلى اتخاذ الإجراءات العسكرية في حالة ٧ مارس يعود إلى الموقف السلمي الذي وقفته فرنسا وبلجيكا
إن تفسير الفريق الأول خطأ، وهو قائم على دعائم هوائية، ولا يراد منه إلا التهرب من واجبات المعاهدة. أما تفسير السير استن شمبرلين فصحيح متين:
فلو أن عبارة (تلك الدولة) تعود حقاً إلى عبارة (الفريق الذي كانت موجهة إليه المخالفة أو التعدي) لما قبل السير استن شمبرلين بذلك؛ ولما وافقت حكومة لندن وبرلمانها على هذه المعاهدة. إذ الحكومة البريطانية أشد الحكومات حرصاً على عدم ارتباطها بمعاهدات ترغمها على دخول الحرب بمجرد إرادة غيرها. ولو أن هذا التفسير صحيح لما رأينا فرنسا تقف واجمة أمام ضربة ٧ مارس، بل لرأيناها تجتاز الحدود وتحتل أراضي الرين، إذ كان في إمكانها أن تقول لبريطانيا: إنني أعتقد بأن عمل ألمانيا عمل عدائي غير محرض عليه، ولذا يجب عليك أن تتخذي إجراءات عسكرية صارمة ضدها. وواقع الأمر أن فرنسا لم ترغم ألمانيا على سحب قواها الحربية من أراضي الرين إلا لأنها لم تكن