للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وترابطها مدى أهميتها، وأثرَ تحقيقها في مداواة أمراض المجتمع

أما الحكومة فيقع عليها النصب الأكبر من هذا الواجب، واجب الأخذ بيد العاملات على تنفيذ البرامج الإصلاحية التي يرسمنها بعد الدرس والتمحيص، لأنها المسئولة عن صالح المجتمع بصفتها الحاكمة، ولأنها تملك سلطة التشريع وفي قدرتها تدبير الأموال، ولها من وسائل التنفيذ ما لا يتوفر لغيرها من الهيئات، ولهذا يكون اشتراكها وإشرافها ضروريين لضمان نجاح العمل وتحقيق الإصلاح، لا سيما وهو في مرحلة التأسيس والإنشاء. فلابد من تعيين بعض الموظفات إلى جانب المتطوعات لينتظم العمل ويطرد سيره في سبيل النجاح، كما لابد من مساعدة الحكومة للعاملات لخير المجتمع مادياً وأدبياً، فتمدهن بعونها ونفوذها بسن القوانين الكفيلة بالإصلاح، وتسهل لهن سبل العمل، كأن تخول لعدد من المتطوعات السفر بالسكة الحديدية مجاناً، وتسمح بمبيتهن في مدارسها في مختلف البلاد، وتسهل لهن زيارة المؤسسات الاجتماعية من ملاجئ وإصلاحيات ومستشفيات الخ، إلى غير ذلك من وسائل المساعدة. وهذه أمثلة بسيطة ذكرتها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر والتحديد

ومن أهم ما يجب على الحكومة لاستثمار نهضة المرأة، المبادرة إلى تعديل مناهج تعليم البنات، وإرسال بعثات للتخصص في الخدمة العامة في كلية سيمونز ببسطن وهي أهم معهد بالولايات المتحدة لدراسة الخدمة العامة الطبية والسيكولوجية الخ، أوفي مدرسة الخدمة العامة بشيكاغو أو كلية أو غيرها، حتى إذا عادت البعثات ساعدت المدارس على تربية روح الخدمة العامة في الناشئة، وجندت منها فرقاً للعمل تحت إشرافها، وأفادت المشتغلات بالشؤون الاجتماعية وتوجيههن إلى أنجح الوسائل وخير الطرق لتحقيق الغايات التي يسعين إليها. وغريب أن الحكومة لم تفكر حتى الآن في هذا النوع من البعثات، مع وفرة عدد البعثات التي أوفدتها وتنوعها، ومع شدة حاجة بلادنا إليها

أما تعليم البنات فواجب الحكومة فواجب الحكومة أن تستغل رغبة الآباء في تعليم وإقبال البنات على التعليم بمختلف مراحله، لتجعل من تلك الآلاف المؤلفة زوجات فاضلات يحسن تدبير البيوت ويملأنها بهجة وسروراً، وأمهات صالحات ينشئن رجالاً صحيحي الأجسام، قويمي الأخلاق، كريمي النفوس، وذلك بتعديل البرامج، لأن البرامج الحالية

<<  <  ج:
ص:  >  >>