للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجتمع مازالت كما كانت، وإن كان النساء قد سفرن! ومن النادر جداً على الرغم من هذا السفور أن يتيسر التعارف في مجتمعات مختلطة. إذن لهان الأمر وأمكن السعي

وقال وهو يضحك (لم يبق إلا السحر) ثم عبس ونهض وقال لنفسه إن التعبير بالسحر فيه تجوز كثير، ولكن في الوسع تغليب إرادة على إرادة، وأداء رسالة من نفس إلى نفس أخرى. . أعني أن الإيحاء حقيقة ثابتة لاشك فيها - نعم لا يشك فيها إلا جاهل - وفي مقدوري ولا ريب أن أوحي إلى هذه الفتاة العاطفة التي تخامر نفسي، وأن أبلغها رسالة قلبي، وأن أوقد في صدرها ناراً كالتي تتسعر في قلبي. . . أفعل كل ذلك بعيني. . . ألست قد أنمت مرة خادماً كان عندي وأمرته ألا يستيقظ إلا بعد صلاة الجمعة؟؟. ألست قد جربت فعل نظرتي في نساء كثيرات؟. ألم تصح إحداهن وقد أطلت التحديق في عينيها (حوّل عينك عني، فإني لا أطيق نظرتها وأحس أن رأسي يدور) ألم تصرخ إحدى قريباتي دون أن تحول عينها عني، لأني كنت أحدق في عينيها على غير قصد؟؟. فهذه قوة مجربة. . . قوة نفسية لاشك فيها. . وما أظن إلا أني قادر على أن أوحي إليها الحب. . وكل شيء بعد ذلك يهون. . نعم أن بيننا لبعد. . . ولكن ما قيمة هذا؟؟. أنها موجة نفسية أرسلها إليها، لا شرارة قصيرة. . . ولماذا يمكن إرسال موجة من آخر الدنيا، ولا يسهل إرسالها مسافة ثلاثين أو أربعين متراً؟؟

واقتنع بأن ذلك ميسور، فانشرح صدره، وأشرق وجهه، واعتزم أن يجري هذه التجربة

وسأبلغ القارئ ما يكون - إذا كان شيء

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>