أو يطلب، وإن خالف القانون والمصلحة، بل يكادون يسبقون رؤساءهم إلى ما يظنون أنه يرضيهم غير مبالين بالقانون أو الحق أو العدل، وفاتهم أن الرئيس إذا عرف الأمور كما ينبغي، قد لا يتمسك بالرأي. وغاب عنهم أن للجماعة الذين يعملون لحسابها حقوقاً يجب رعايتها، وأن لأنفسهم حقوقاً تقضي بعدم امتهانها بتزويق الباطل وتحويلها إلى أداة تصدع بما تؤمر ولا إرادة لها
هذه الظاهرة المحزنة دليل على ضعف التربية الاستقلالية. فمن واجب جميع المصلحين أن يعملوا على القضاء عليها بعدم تشجيع المرائين والمتملقين، وبتقدير العاملين المخلصين للواجب وللحق والعدل. أما أبناء اليوم رجال المستقبل فيجب عدم ادخار شيء في سبيل إنشائهم على حرية الرأي واستقلال الفكر والإقدام والشجاعة من جهة، وعلى بعض الطغيان والصلف والتعصب للذات من جهة أخر