للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا تكون متساوية وإياهم في الحقوق، وهي تريد نيل هذه المساواة والعمل مع الدول الأخرى على تقوية السلام، وأن حكومة برلين قد بذلت جهدها في التفاهم مع الدول الأوروبية، ولاسيما مع فرنسا؛ غير أن جهودها لم تقابل بحسن نية، بل قوبلت بالعمل ضد ألمانيا وحصرها، وكان آخر هذه الأعمال المعاهدة الفرنسية الروسية التي هي موجهة ضد ألمانيا، وقال:

(أنها لمأساة مروعة أن نرى في نهاية السنة التي بذلنا جهوداً شريفة خلالها لنيل ثقة الشعب الفرنسي، انعقاد تحالف حربي نعلم ابتداءه ولكن لا يمكن التنبؤ عن نهايته

(أن المحالفة الفرنسية الروسية لا تتفق مع معاهدة لوكارنو؛ وأن تلك المعاهدة تمكن إمبراطورية حربية عظيمة من تهديد أوروبا الوسطى عن طريق (التشيكوسلوفاكيا) التي عقدت مع الروسيا معاهدة مماثلة للمعاهدة الروسية الفرنسية

(أن روسيا السوفيتية دولة قائمة على مبادئ فلسفية ثورية، وأن إدخال هذه القوى الحربية الهائلة إلى أواسط أوروبا يهدم التوازن الدولي الأوروبي. . .)

ولم يذكر الهر هتلر مشكلة المستعمرات إلا عرضاً، وأبان بأن حلها سيكون عن طريق المفاوضات الودية، كي لا يثير الرأي العام البريطاني عليه، وقد بذل في سبيل نيل عطفه جهوداً أنتجت الثمر الذي يريده

وبينما كان الهر هتلر يلقي خطابه التاريخي، كانت الجيوش الألمانية تعبر أراضي الرين وتحتل في كولون، دسلدروف - وميتز وغيرها من مدن أراضي الرين

وقد اختلف في عدد هذه الجيوش، فهي ثلاثون ألفاً حسب التقرير الألماني، وتسعون ألفاً حسب التقرير الفرنسي، وما يقرب من ستين ألفاً حسب الرأي الإنكليزي

وجدير بالذكر أنه عندما أعلم الهر هتلر صباح السابع من شهر مارس، مسيو فرنسوا بونسيه بعزمه، أضاف باعتناء بأن احتلال أراضي الرين ما هو إلا رمزي. ولما ثار الرأي العام ولاسيما في فرنسا على التناقض الجلي بين قول زعيم ألمانيا وبين الواقع، أرسلت حكومة برلين، في ١٤مارس إلى لندن وباريس تصريحاً تقول فيه بأنه لا يوجد في أراضي الرين إلا (٣٦. ٥٠٠) ستة وثلاثون ألفاً وخمسمائة جندي. . . وإذا علم بأن عدد سكان هذا الإقليم يبلغ خمس عد سكان ألمانيا أي أربعة عشر مليوناً ونصف مليون، ومساحته ثمن

<<  <  ج:
ص:  >  >>