وهاهم أولاء الأندلسيون بعد أربعمائة وخمسين سنة، وبعد احتمال أهوال لا يحتملها بشر، وبعد أن تنصروا جميعاً، لا يزالون ذاكرين عربيتهم معتزين بها، ولا يزالون يحاولون الرجوع إلى الأم العربية الكبرى؟
أفتلين الحبشة التي لم تزل عزيزة، وتندمج في الطليان في أيام معدودات؟
أجل أيها الإمبراطور! إن الحبشة لم تنهزم، ولكن انهزمت جمعية الأمم، وذبحت مبادئها في الحبشة، كما انهزمت الحضارة ومحيت أعلامها في الأندلس!
إن جمعية الأمم لم تكن أوثق عهداً من البابا، وإن موسوليني لم يكن أرقى من فرديناند، وأن الطليان ليسوا خيراً من الأسبان، وأن القرن الخامس عشر ليس شراً من القرن العشرين. . .