المثل العليا التي تتخيلها روحه العظيمة وشاعريته الحساسة التي تلد وتنجب وتخلق وتبتكر
إن حقيقة بواعث ذلك الحب إنما هي بذرة الغريزة ألقتها الطفولة البريئة اعتباطاً عندما استبدلت الرمانة بتفاحة ودست صورة العذراء في محفظة الكتب، وقد أنتجت على كر السنين تقارباً يضارع انحدار الكهل في سلم الحياة ليلاقي الطفولة من طرفه الآخر، وهذا الانحدار يشبه طرفي قوس يتقابلان، ولا يتقاربان ويتماسان إلا إذا انكسرت القوس!!؟
انطلقت حنجرة أحد السامعين بضحكة كبيرة وقهقهة عالية كأنها صوت حجر الطاحون وقال: فلسفة مخمورة وهواجس سكرى هي ما تقوله أيها الصديق. ولله إني لأعجب من تخبطكم جميعاً في الحب وتكلفكم ابتداع صور له تشوه وجهه الحقيقي، الحب أيها السكارى نداء جنسي. الحب أيها المتفلسفون تجاوب غريزي لنداء الجنس. وإن كل ما تختلقه خيالاتكم وتبتدعه عقولكم إنما هو وصف مبرقع لحقيقة العلاقة الجنسية التي تأنف من البراقع