وكلها إيحائية محضة، نوعاً من التمرين الأولي في فن التصوير والرسم مما يقدمه طالب بالمدارس الأولية
الإضاءة
يقول المستر إدواردز (أنني لم أقصد من الإضاءة إلا أن أكشف المناظر والممثلين للنظارة، وأنني لم أستخدم الإضاءة لغرض أو فكرة خاصة إلا في موقف واحد فقط بين (السيد) وحبيبته) ومجمل هذه الاتهام يناقض بعضه بعضاً، فهو يعترف أنني استخدمت الإضاءة لفكرة وغرض في أحد المواقف، ولكنني أهملتها في مواقف أخرى، أعني أنه يعترف بأنني أدري أن الإضاءة المسرحية ليس الغرض منها فقط إنارة المناظر والممثلين بل إحياء الصبغة النفسية لأهم عاطفة تجتاح المشهد، هذا مع خضوعها للمعقول وما يحتمه الزمان والمكان. وتكفيني هذه الشهادة، ويرفه عني هذا التناقض، لأن من يعلم أن ١ + ١=٢ لا يرجع فيعطي نتيجة غير هذه!!!. يعلم المستر إدواردز وقد شاهد الرواية - ولا أعرف ما إذا كان قرأها - أن كافة المناظر تجري في رابعة النهار ماعدا مشهدين أولهما في وسط الليل وثانيهما - وهو الذي أشار إليه - في أول هبوطه، وقد اعرف بدقة الإضاءة فيه
ماذا كان يريدني أن أعمل للإضاءة المطلوبة في باقي مناظر الرواية، وكلها تجري في النهار، أكثر من الإنارة التامة للمسرح؛ ثم غمر الأقسام الرئيسية التي يجري فيها أهم مشاهد المنظر بأشعة ناصعة تصبها مركزات للنور (بروجكتور) على جانبي المسرح، وذلك بقصد اجتذاب أنظار الجمهور إلى أهم النقط التي يجري فيها التمثيل!!!
أقول للمستر إدواردز إنني من المعجبين بتصوير المصور رامبراند وأعرف أننا معشر المخرجين الحديثين نستقي من طريقته في توزيع النور في لوحاته الخالدة، نستوحي أساليبنا في إضاءة المسرح، وفي هذا ما يكفي ليعلم أنني أعتقد في الإضاءة المسرحية وأراها مصدراً غنياً في الإلهام يستوحي منه المخرج، وأن الإضاءة المسرحية قد أخذت مكان المناظر في إحياء الصبغة النفسية، بل والمكانية أحياناً
بعد هذا أصرح أن ما قرأته في (الرسالة) عن لسان المستر إدواردز لا يخلو من قسوة ومن تحرج لا أظن أن نفسية مفتن من طرازه تنطوي عليهما!!
ولكن أحقاً قال ذلك المستر إدواردز وزميله؟ أم أن ناقل الحديث هو الذي قسا وتحرج!!!