للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجلاء عن قصورهم

ثم كان المنظر الذي يمثل ساحة أو ربوة بجوار المدينة حيث يتبارز الكونت والدوق دياج؛ هذا المنظر قد رسم وفاقاً لصميم المذهب الإيحائي المتطرف، بل لقد أمرت المصور الذي رسمه بألا يتبع قواعد المنظور في رسمه؛ وكل هذا بقصد استثارة مخيلة النظارة ودفعهم إلى توليد لذة ذهنية تطالعهم بعد التفكير والإمعان

ولكن حدث بعد ذلك أن شاهد المستر إدواردز منظر ساحة العرش في قصر الملك وهو منظر يمت بحق إلى (المذهب الواقعي) ويحطم بحق أيضاً الوحدة المسرحية التي يجب أن تسود سائر مناظر الرواية، وكان أن صاح المستر ماك ليمور زميل المخرج الأيرلندي النابه بأن المخرج قد أخطأ!!!

نعم لقد أخطأت. . . ولكن ليس عن جهل بأيسر وبأولى قواعد فن الإخراج. وهنا أستطيع أن أروي ما قد يرسم ابتسامة الإشفاق على شفاه الزميلين العزيزين. . .

المسألة وما فيها أن مصور المناظر لرواية (السيد) لم يتمكن من إنجاز هذا المنظر في الوقت المناسب، فاضطررت - أقول اضطررت - على الرغم مني، وعلى الرغم مما يعمر رأسي من فنون الإخراج، أن أستعير منظراً من مناظر دار الأوبرا الملكية حتى لا يتأخر تمثيل الرواية، وكان هذا الظرف المحرج الذي لم ينفع فيه علمي، ويصح أن أقول للزميلين إن مناظر الأوبرا لم تعرف بعد المذهب الإيحائي؛ وقد ضحك مني رئيس الميكانيستية حينما وضعت ستار المؤخرة في رواية (أهل الكهف) من القطيفة، على حين أن بقية أجزاء المنظر كانت من الإطارات المرسومة الملونة

إذن ليعذرني الزميلان، وكان يجدر بهما - وهذا ما آخذه عليهما - أن يتريثا في الحكم على زميل، وألا يصدرا هذا الحكم بعد مشاهدة رواية واحدة خذلت برغمي في الاحتفاظ بوحدتها المسرحية

وليعذرني أيضاً الزميلان إذ أن مصوري المناظر في مصر - ومن بينهم الأجانب - لا يعرفون شيئاً عن المذهب الإيحائي ولم يسمعوا بعد عن سائر الاتجاهات الحديثة من و , ووإنني أجاهد معهم متعباً و. . .

وإن البعض من الممثلين بل والنقاد، عدوا المناظر التي قدمتها في رواية تاجر البندقية

<<  <  ج:
ص:  >  >>