للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البارزة عرضاً أخاذاً وتمجيد أعمال البر بالوطن والتفاني في خدمته وتحقير أعمال الخيانة والنذالة والجبن

بذا ينشأ الوطني طوحاً إلى المجد، مشمئزاً من الدناءة، منكراً لذاته في سبيل رفعة وطنه

ولا شك في أن للمثل الصالح هنا كذلك قيمته العظيمة. فسلوك الأبوين والأقارب والمعلمين يفعل في نفس الطفل العجائب، بل إن هذا السلوك يؤثر في الفتيان تأثيراً يخلق النفوس خلقاً آخر. فقيام كل من هؤلاء بواجبه كوطني يبث في الناشئين روحاً وطنية بلا تلقين أو وعظ، ويشبون على أن العمل لمجد الوطن واجب الجميع يؤديه الكل سجية. فإذا ما توانوا فيه أو تخاذلوا دونه كان ذلك شذوذاً معيباً وسلوكاً ممقوتاً

للكتب والقصص، تمثيلية وغير تمثيلية، قيمة كبيرة في هذه الناحية من نواحي تربية الفرد. فالتلقين الحكيم الذي يزود به الكاتب قراءه أو مشاهدي روايته لا يقل كثيراً عن المثل والقدوة. يجب أن يكون في الكتب والقصص ما يكفي للإيحاء إلى القراء والنظارة بأن كلاً منهم يستطيع أداء حق وطنه عليه بأعداد نفسه الأعداد الذي تحتمله ظروفه وطبيعته والذي يمكنه من أداء عمله، مهما كان نوعه بإخلاص وإتقان. وبأنه إذا قام كل فرد بأداء عمله كما ينبغي فأن الوطن يتقدم ويعتز. وبأن الإنسان خلق حراً، ولكن لا سبيل إلى الاحتفاظ بهذه الحرية إلا إذا كان الوطن قوياً بحيث يستطيع رد من يحاول التسلط عليه وفرض إرادته على أبنائه

ومن خير وسائل إعداد الشبان قرن الثقافة ببث روح الطموح في الشبان وإثارتها في كل مناسبة، بل بخلق مناسبات لأثارتها. فالطموح المحب لوطنه يخصص حياته لتحقيق أمثلة عليا في الحياة تعود حتماً بالخير على بلده. فما الأمة إلا أبناؤها. فإذا كانوا خاملين وقف تقدم البلاد بل تتدهور. وإذا كانوا ذوي أمثلة عليا تقدمت البلد وعز جانبها

ومن سبل ترسيخ الروح الوطنية الاحتفال بالأعياد القومية وانتهاز ما تتيح من فرص لتمجيد أعمال البر بالوطن والتفاني في خدمته، وفي كل الطبقات يجب أن تنشأ جماعات يجتمع أعضاؤها يتباحثون ويتناجون فيما يعود على جماعتهم بالخير. وينبغي أن تنشد الأناشيد الوطنية في مبدأ الاجتماع وفي نهايته لتحية الوطن وإعلان الإخلاص له والتضحية في سبيله

<<  <  ج:
ص:  >  >>