للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطبخ والغسل والخياطة وتفريخ الأطفال. وقد تأثر الأدباء الإنجليز بإبسن النرويجي وأخذوا ينتهجون منهاجه. وكان الأديبان الكبيران جورج جسنج وصمويل بطلر في مقدمة المتأثرين به. فقد ألف الأول كتابه سنة ١٨٩١ وألف الثاني سنة ١٩٠٣ على ضوء إبسن

وصمويل بطلر هو أستاذ الكاتب الكبير جورج برنردشو. وما يزال شو يفخر بهذه التلمذة إلى اليوم، بل ما يزال يتغنى بمبادئ أستاذه العظيم ويرددها في جميع قصصه. وأهم هذه المبادئ الثورة الصارمة على جمود الأسرة ومنح أعضائها - غير الأب - كل حرية العمل في الحياة؛ فللفتاة أن تتزوج بمن تحب وليس لأبيها أن يحول بينها وبين مثلها العليا، فإذا شاء أن يقسرها على شيء فلها أن تثور عليه وتضرب بإرادته عرض الأفق؛ وللولد كذلك أن يستقل بنفسه عن أبيه، ويعمل وحده، ويقوي شخصيته. وعلى العموم كان يرى وجوب التحلل من مبادئ الطهريين وإطلاق الحرية للفرد. وغلا بطلر في ثورته على الآباء فسب أباه وهجاه فأقذع، وكأنه بذلك أفسح الطريق للشبان فقلبوا الأسرة في إنجلترا رأساً على عقب!

ومع أن نظرية التطور التي بهرت العالم أجمع كانت في عنفوانها في القرن التاسع عشر فقد وقف بطلر في صف المعارضين لها؛ ولكنه لم يقف في صف المتدينين دفاعاً عن الدين، بل وقف يدفع إيمان داروين بهذه المادية البحتة التي يرد إليها كل ما يحدث في هذا العالم من خلق ورقي. وكان يغيظ بطلر ما كان يقول به داروين من تنازع البقاء وبقاء القوى المحتال، فكان بطلر نصيراً للروحيين من العلماء وفي مقدمتهم العالم الفرنسي الكبير هنري برغسون ألد أعداء داروين

صيفية الفلاح

أوشك العام المدرسي أن ينتهي، وسيتبطل التلاميذ أربعة أشهر حتى يعودوا إلى مدارسهم، فلو أنصفوا لصرفوها في تعليم الفلاحين مبادئ القراءة والكتابة. إن في مصر شعباً من الأميين لا يقل عن ٨٥ % من مجموع سكانها، وليس في الدنيا عار أشد من الأمية في هذا العصر الذي نعيش فيه. فلو أن كل تلميذ مصري أخذ على عاتقه أن يعلم فلاحاً مصرياً أو فلاحين في الإجازة الصيفية القادمة لانخفضت نسبة الأمية في وطننا العزيز إلى ٨٠ أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>