أنت أم مللت وذهبت؟؟. وتراك تتهيأ للخروج فتختفي وعينها عليك من وراء الأستار - وفي ظنها أنك لا تفطن إلى ذلك - فإذا انحدرت إلى الشارع برزت في الشرفة لتلقي عليك نظرة أخيرة. . . ويجيء الليل فتجلس في الظلام وأنت في النور لتراك ولا تراها. . وإذا جاء وقت النوم أغلقت باب الشرفة بعنف لا تدعو إليه أي ضرورة سوى أنها تريد أن تؤذنك بذلك.
هذه حياة المسكينة وهذا ما يحوجها إليه ما هي فيه من العزلة والحرمان الدائم. وأي قدرة لمثلها أو عسر يمكن أن يكون فيها الأعسر السجن. . . كان الله في عونها فأني أراني أعطف عليها وأرثي لها في محنتها هذه أكثر مما أراني أحبها. وسلام عليها.