فجأة في مدينة ميونيخ بالسكتة القلبية في السادسة والخمسين من عمره؛ وكان قبل أن يخوض ميدان الكتابة الحرة أستاذاً في إحدى المدارس الثانوية ولكنه في سنة ١٩١١هجر التعليم، ونزل ميدان الصحافة والكتابة الحرة وهو في عنفوان شبابه، واشتهر بكتاباته في الموضوعات الاجتماعية والثقافية، بيد أنه لم يبلغ الذروة في عالم الكتابة يومئذ؛ وإنما بلغ شبنجلر ذروة الشهرة والنفوذ كمفكر وكاتب مبتكر بعد الحرب الكبرى حين اصدر كتابه الشهير:(انحلال الغرب) الذي طبع مرات عديدة في وقت قصير وترجم إلى معظم اللغات الحية.
وقد كان صدور هذا الكتاب حادثاً أدبياً وفكرياً عظيماً، بل يعتبر أعظم حادث فكري وقع في ألمانيا بعد الحرب. وفيه يدرس شبنجلر قوانين النمو والانحلال في التأريخ، ويشرح التطورات التاريخية بطريق الدرس المقارن للعلوم الطبيعية وأصول الحيوان والنبات، ويتناول في بحثه كل ما يتصل بمصير الإنسان وطالعه، سواء من ناحية الدولة أو المجتمع. ويعتقد شبنجلر أنه استطاع بهذا العرض أن يطلع مواطنيه على الحلقة التي يستأنف منها التأريخ سيره، وعلى واجبات المستقبل. وقد أحرز كتاب شبنجلر من الوجهة الأدبية والاجتماعية نجاحاً عظيماً، ولكنه أعتبر سقيما من الناحية العلمية، ذلك أن شبنجلر لم يكن أستاذاً في كل الموضوعات التي تناولها والأصول العلمية التي أعتمد عليها، وهو مشحون بالأخطاء من هذه الناحية؛ بيد أنه من ناحية العرض الاجتماعي يعتبر قطعة رائعة من الدعاية القومية، ويبسط شبنجلر آراءه بقوة وعنف وبساطة؛ ومن ثم كان النجاح الباهر الذي أحرزه كتابه، والأثر العظيم الذي أحدثته آراؤه في الجيل الألماني المعاصر.
مصادرة كتاب عن البلاط النمسوي
من أنباء النمسا الأخيرة أن الحكومة النمسوية قررت مصادرة كتاب صدر أخيراً بالألمانية وعنوانه (لما كنت أرشيدوقاً) ومنعه من التداول في النمسا؛ وهذا الكتاب عبارة عن مذكرات البلاط النمسوي القيصري بقلم ليوبولد فلفلينج، وهو الأسم الشعبي للأرشيدوق ليوبولد سالفاتور أحد أمراء آل هبسبرج السابقين، ومن أبناء عمومة القيصر السابق، وقد عاش هذا الأمير حيناً في البلاط النمسوي، ولكنه كان من الأمراء الثائرين عليه وعلى سياسته ورسومه، فلم يمض غير قليل حتى أبعد عنه، وخاض مدى حين حياة مغامرات