للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متواصلة؛ وتوفي في العام الماضي في فينا فقيراً مجهولاً وهو يقص في كتابه المذكور كثيراً من أحوال البلاط النمسوي وأسراره وحوادثه مدى ثلاثين عاماً، وقد سبق أن نشر بعض فصول كتابه في كبريات الصحف فأثارت يومئذ كثيراً من الاحتجاج والتعليق، لأن منها ما يتعلق ببعض الشخصيات الحية، ولهذا رأت الحكومة أن تمنع تداوله.

وقد تكرر منع الحكومة النمسوية في العهد الأخير لمؤلفات ومذكرات تتعلق بالبلاط النمسوي السابق وبأسراره ومثالبه؛ وهذا ما يفسره بعضهم بأن ذلك يرجع إلى ميول الحكومة الملكية، وإلى حرصها على استبقاء سمعة الملوكية النمسوية بعيدة عن التأثر بهذه الذكريات والقصص المثيرة.

ذكرى مخترع شهير

أحتفل أخيراً في ألمانيا بذكرى عالم مخترع هو أوتوفون جريكه، وهو أول من استطاع أن يطبق نظرية الضغط الهوائي بصورة عملية؛ وذلك لمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على وفاته وكان مولده سنة ١٦٠٢ في مجد بورج؛ ودرس القانون والعلوم الطبيعية دراسة حسنة، وظهر أثناء الحرب الثلاثينية (حرب الثلاثين عاماً) وأشترك في عقد مفاوضات الصلح، ثم عين بعد ذلك حاكماً لمدينة مجد بورج؛ ولكنه لم ينس طوال حياته أن يشتغل بالعلوم والتجارب الطبيعية؛ وقد استطاع لأول مرة أن يجري أول تجارب في الطبيعة العملية، وكان ميدان بحثه في الهواء وما هيته ومؤثراته؛ فاستطاع بعد تجارب عديدة أن يصل إلى نظرية ضغط الهواء؛ ففي سنة ١٦٥٤، نظم في مدينة ريجنسبرج أمام القيصر فرديناند الثالث تجربة عملية من هذا النوع، وخلاصتها أنه أتى بنصفي كرة من النحاس قطر كل منهما ٣٦ سنتمتراً، وأطبقهما على بعضهما، وأستخرج منهما الهواء بواسطة مضخة صغيرة؛ ثم رتب أن يجر كل منهما ثمانية من الخيل في اتجاه معاكس، فلم تستطع الخيل أن تنزع نصفي الكرة من بعضهما؛ وكانت هذه أول تجربة عملية ناجحة أثبتت بها قوة الضغط الهوائي، وحاول فرن جريكه بعد ذلك أن يطبق تجاربه على صنه الآلات ولكنه لم يوفق في محاولته، وكان التوفيق في استخدام ضغط الهواء لصنع الآلات من نصيب مخترع إنكليزي يدعى توماس نيوكومن، وذلك في أوائل القرن الثامن عشر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>