للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وادي النيل قبل أن يقدم أمريكا بأجيال عدة قبائل الآنكاس) على حد تعبيرهم. وسرعان ما وقفت هذه البعثة في عملها، فقد جاء في تقرير الأستاذ بنيت: (إننا وجدنا حول بحيرات تيتيكاكا في بوليفيا آثار مدنيات يرجع تاريخها إلى ما قبل عصر الأنكاس). وجاء في هذا التقرير (وعلى مقربة من البحيرات وجدنا خرائب متفرقة. ولما أن انكشفت عنها الأتربة ظهرت خمسة أبنية كانت على ما يظن معاهد دينية) ولا زالت هذه البعثة مستمرة في أبحاثها. والاعتقاد السائد بين أفرادها أنها سوف توفق إلى اكتشاف مبانٍ ومدافن أخرى يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ.

كذلك وفق الأستاذ هردليكا إلى اكتشاف في كوبا يؤيد وجود اتصال ثقافي ومدني بين الشعوب القديمة والشعوب الشمالية في جزيرة كودياك وقبائل ماياس في أمريكا. ومن المسلم به (أن جميع السكان الشماليين ومن بينهم الأسكيمو هم من سلالات العنصر الذي نزح إلى البلاد الأمريكية عند بدء تعميرها). ولما أن وجد الدكتور هردليكا جمجمة في إحدى حفريات جزيرة كودياك مال إلى رأيه كثير من العلماء وهو (أن تلك الجمجمة هي صلة الوصل بين جميع الأجناس البشرية التي عمرت أمريكا). وهي جمجمة لرئيس قبيلة كما يزعم الدكتور هردليكا، ويضيف إلى زعمه هذا أن أتباع هذا الزعيم اقتطعوا من لحمه حياً والتهموه التهاماً لفرط إعجابهم بكفاءته وفضائله. وهذه العادة كانت متبعة إذ كان يأكل الأتباع سيدهم وهو حي. وكذلك يفعلون مع زعيم أعدائهم اعتقاداً منهم أن مميزاته ومقدرته سوف تتقلص فيهم بعد أكل لحمه. وقد وجدت في جمجمة هذا الزعيم عين صناعية صنعت من سن الفيل وجعلت الحدقة حجراً كريماً. وكانت قبائل الاستكن والماياس تصنع مثل ذلك أبان ازدهار حضارتهما. وكان الدكتور بنيت أمضى عدة أسابيع في أبحاثه بمدينة بيناردل ريو من أعمال جزيرة كوبا فوجد فيما عثر عليه مائتي ملعقة من المحار وكثير من المطارق الحجرية والأواني المنزلية المصنوعة من الخشب وغيرها من الأدوات التي تتمثل فيها البساطة والفطرة. كذلك وجد في هذه المدينة جمجمة يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ. ويرى فيها الدكتور بنيت حلقة الاتصال بين الهنود الحمر الأول وسكان جزائر الأناتيل، وقد ثبت له كما ثبت لغيره من قبل أن موطن الأباء الأول للهنود الحمر من سكان أمريكا هو وادي النيل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>