ضروبه، أعني به باب الغناء ولئن كان من أبطال هذا الباب وفرسانه، فأنه لم يبلغ ذروة المشاعر العليا فيه إلا في قصيدتين غنائيتين فقط، وهما: ملكة الجنيات وبروميتس غير المحدود
أما الأولى - ملكة الجنيات - فقد نظمها عام ١٨١٣ وهي تحمل بين أسطرها جراثيم الثورة والتمرد على جميع النظم الدينية والمدنية؛ إذ كان لا يراها إلا سداً منيعاً يحول دون تحقيق مثل الحياة الأعلى. وقد تنبأ فيها عن ذلك العصر الذهبي الذي يتكئ على اشرف الفضائل وأسمى المبادئ، ودعا الناس إليه بقوة، بعد أن حثهم على أن يهدموا جميع ما يعترض طريقهم من التقاليد القديمة والعادات الذميمة.
أما الثانية، بروميتس غير المحدود فقد وضع لحمتها في إنكلترا ونسج بردتها في روما بعد هجرته إليها بسنوات قلائل. وهي غرة قصائده؛ وأعملها في إذكاء الحس، وصقل العواطف، واستثارة كامل الشعور.