للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفرحت طيبة بمخلصها العظيم، ومنقذها الكريم، ورفعت أوديب إلى عرشها، ووضعت على ناصيته تاجها، ووهبت له يد الملكة فتزوجها!

وا أسفاه!

لقد تزوج أوديب أمه! وتم الشطر الثاني من النبوءة الصارمة، وأولدها ابنها أربعة أبناء أشقياء، ولدين وابنتين، كأشباح الأسى والردى، والتعاسة والمنون!!

- ١٥ -

وحكم أوديب فعدل، واطمأنت إلى رحمته قلوب العباد، وتقدمت طيبة واستقامت أمورها، وبلغت من الأيد والقوة مبلغاً لم تكن تحلم به. . .

غير أن النبوءة تأبى إلا أن تتم، ولا بد أن ترث ذرية أوديب التعاسة عن أوديب. ذلك إن طاعوناً أجتاح طيبة، فكان الناس يموتون بالمئين! وكلت حيلة الأطباء، فأرسل الملك من يستنبئ كهنة أبوللو في دلفي عسى أن ترفع الآلهة غضبها بكشف هذا البلاء عن بلده الأمين! وعاد رسل الملك يقولون: (يقول أبوللو ابحثوا عن قاتل لايوس وانتصفوا للملك منه. . . يرفع عنكم ذلك الطاعون!)

قاتل لايوس!! إذن يجمع أوديب شرطة طيبة، ورجال القضاء فيها، ويجري تحقيق دقيق ينتهي بالحقيقة المؤلمة. . .

(يا للخزي!! إذن أنت هو ابني يا أوديب! أنا أمك! أنا أمك! يا للعار)

وتنطلق الملكة إلى غرفتها الخاصة فتنتحر: وقبل أن تفعل ترسل وراء الخادم الذي كان قد أخذ الطفل ليقتله فيحضر! ويعترف بكل ما كان!

- ١٦ -

أما أوديب، فانه لا يستطيع أن ينظر إلى أمه. . . بل يجن جنونه، ويتناول دبوساً فيسمل به عينيه، وينطلق إلى البرية على غير هدى، فتتبعه أبنته أنتيجونى، تقوده إلى غاب كولونوس حيث تأوي ربات الذعر فيغتلنه. . .

وينكشف الطاعون عن طيبة

ويقتتل ابنا أوديب على العرش، فيقتل بعضهما بعضاً، وتتم المأساة!. . . . . . . . . . . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>