والتعقيد والالتجاء إلى الأمور غير المعقولة التي أغفلناها في تلخيصنا لقصة الفلم، وهذا مما يدل على جهل كاتب القصة بالحياة والخلق المصري. فأين الرجل الذي لا يثور لمرأى عاشق زوجته في بيته؟ وأين الأندية الليلية التي يصحب فيها الرجال زوجاتهم ويلعبون الميسر مع الساقطات أمامهن؟! وأين الرجل الذي لا تأخذه الريبة ولا الشكوك من وجود صديقه في بيته أثناء غيبته؟ ومدير الشركة الذي يولول ويكاد يتملكه الجنون لأن سيدة أغمى عليها في مكتبه، ثم هذه الطريقة المضحكة التي تتعرف بها عشيقة شوكت إلى تاجر الأقطان ومفتش البوليس الذي لا يعرف كيف يتقي شر المجرمين ولا يعرف كيف يستخدم مسدسه. . . هذه الأشياء تبين بجلاء جهل الكاتب بعلم النفس وبالحياة المصرية.
وقد تقوم الفكرة التي تقوم عليها القصة مما لا يصل إليه النقد، كما صرح بعض الزملاء، ولكن العلاج وما يحيط بالقصة من حواش وجو ملئ بالأقذار والأدران مما لا ترتاح إليه النفس، أما تصوير الشخصيات فضعيف مضطرب، وفي بعضها نزول عن المستوى الذي يليق أن يعرض على الجمهور، والذي لا يتسق مع بقية الشخصيات ولا مع موضوع القصة، مثل العشيق الأبله الذي يفتتح به أول مناظر الفلم، أو مثل شخصية الخادم (البلدي) ومسلكه مع مخدوميه، والفتاة السارقة عندما أخذها شوكت إلى بيته لأول مرة، وكذلك شخصية سلوى فيها كثير من الإبهام الذي لا يرتاح إليه النظارة.
والحوار لا بأس به؛ غير أنه في كثير من المواقف يشبه الحوار المسرحي، كما أن هناك إسفافاً في الأحاديث بين شوكت وسلوى وبين الخادم البلدي ومخدومه، وبين شوكت والفتاة السارقة. وقد يقول المؤلف أنه يحاول أن يرسم صورة واقعية، ولكن الفن أسمى من هذا الواقع، ثم أن الواقع في حد ذاته لا قيمة له إلا إذا صقلته وأعدته يد مفتن ماهر.
التمثيل والتصوير
والتمثيل ضعيف، وكثير من المواقف انقلبت إلى مواقف مسرحية، ولو أن المدير الفني كان همه الأول قيادة الممثلين لعاد ذلك بالخير على الفلم؛ وإنني من رأي صديقي الأستاذ أحمد بدرخان في أن للسيدة آسيا مواهب لو استغلت كما يجب لبرزت وعلا نجمها، وهي جديرة بأن تسمى (ماي وست) مصر، ولكنها مع الأسف لم تظهر في فلم يلائمها، ولم تعمل مع مدير فني يستطيع أن يبرز مواهبها، وإن ظهورها الدائم مع ماري كويني ومع جلال