ولكن حين يكون من نقص الحياة الآخرة وعذابها، تصبح الكلمةُ قانونَ الفضائل أجمع
هكذا اخترع الدين إنسانَه الكبير النفس الذي لا يقال فيه: انهزمت نفسُه
يا شباب العرب! كانت حكمةُ العرب التي يعملون عليها: أُطلُب الموت تُوهب لك الحياة
والنفس إذا لم تخش الموت كانت غريزةُ الكفاح أولَ غرائزها تَعْمَل
وللكفاح غريزة تجعل الحياة كلها نصراً إذ لا تكون الفكرةُ معها إلا فكرةً مقاتلة
غريزة الكفاح يا شباب هي التي جعلت الأسدَ لا يُسَمَّن كما تسمَّن الشاة للذبح
وإذا انكسرت يوماً فالحجر الصَّلْدُ إذا تَرَضرَضتْ منه قطعة كانت دليلاً يكشف للعين أن جميعه حجر صلد
يا شباب العرب! إن كلمة (حقّي) لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائُلها حياتَه فيها
فالقوةَ القوةَ يا شباب! القوة التي تقتل أول ما تقتل فكرةَ الترف والتخنث
القوة الفاضلة المتسامية التي تضع للأنصار في كلمة (نعم) معنى نعم
القوة الصارمة النفَّاذة التي تضع للأعداء في كلمة (لا) معنى لا
يا شباب العرب! اجعلوا رسالتكم: إما أن يحيا الشرق عزيزاً، وإما أن تموتوا.
(طنطا)
مصطفى صادق الرافعي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute