ولكن هيهات، فما تحركني الحياة كما كانت تفعل، ولو كان شئ يردني إلى الشعر لردني هذا الثوب. . أأقول الثوب؟. يا للمغالطة. أتراني لو رأيت الثوب منشوراً في الشرفة ولم تكن هي فيه أكنت أحفله أو أباليه؟. كلام فارغ!. ويحسن بي أن أدع الثوب وأن أكف عن ذكره فما أعرف له - بمجرده - قيمة. وإنها لجميلة في الأبيض والأخضر والأزرق والبنفسجي والوردي، وفي الطويل والقصير، وفي الخفيف والكثيف، وفي المباذل والهلاهل. ولكنى أحب أن أجرب سلطاني عليها فأزعم أن الأرجواني هو الثوب الأثير عندي. ثم إن صورة المرأة في اللحظة التي تقع فيها من قلب الرجل هي التي تعلق بذهنه وتظل حاضرة ماثلة لا تبرحه ولا تني تجور على غيرها من الصور ولو كانت أبرع وأفتن. وهذا فيما أعتقد - تعليل ما أراده من استبداد هذا الثوب الأرجواني بنفسي وخواطري، فلتلبس ما شاءت غيره ولتطمئن على حسنها فلن تكون إلا جميلة ساحرة
وأحسب أن اتزاني المألوف قد خدعها أول الأمر، وأن ابتسامتي التي أرسمها على وجهي - بالألوان - هي التي حيرتها فما هكذا يكون المحب الولهان والعاشق المدنف فيما تصف الكتب والروايات التي لاشك أنها قرأتها، وأين مظاهر الصبابة وآيات الوجد ودلائل الخبل الذي يورثه الحب؟ أين الدموع الغزار التي لا تفتأ تفيض بها الجفون القريحة حتى يصبح المرء في بركة من العبرات؟؟ أين السهد الطويل الذي يترك الوجه مصفراً والجسم مطحوناً مهدوداً؟؟ وأين الزفرات الحرى والشهقات العميقة التي تخرج من أخمص القدم؟. . لا يا ستي. . لست من هذا الطراز وما أراك إلا مثلي تحسنين أن تضبطي عواطفك كما يضبط المهندسون فيضان هذا النيل العظيم بالسدود والخزانات الضخمة؛ ثم إن الحب جميل لا شئ فيه يوجب الحزن والكآبة، وهو يملأ النفس حياة لا موتاً، وينضر الروح ولا يذبلها، وهو سبب عمران هذا الكون فكيف تخرب من جرائه نفس إنسان؟ وهو مبعث الوحي ومصدر الإلهام وسبب الإنتاج على العموم، فكيف يجئ بالانقباض والعقم؟. . لا يا ستي. . أقول لك مرة أخرى اضحكي. . اضحكي واتركي هذا القطوب الذي لا يوائم الجمال والصحة
ولم أر قط كمشيتها في المشي. . . فيها دبة القوي الشاعر بقوته أو المعتز بها؛ وقد تبد لي أحياناً كأنها تدب كما يدب الصبي حين يذهب عنك مغيظاً محنقاً. . ولا داعي لغضبها أو