للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي عام ١٨١٥ طرق شلي باب الأساطير لا اعتقاداً منه بصحتها بل ليرفه عن نفسه من جد الدرس، وليدفع عنها سأم الحياة. ونذكر له من أمثلة هذا الشعر قصيدتين غنائيتين هما غاية في الإبداع وحسن الأداء وهما: القبرة والغيوم

ومن قصائده الغنائية الأخرى: أبولو، إلى النيل، نابولي، هيلين، الريح الغربية، الثور، المتجولون في العالم، الوقت، ثم هيلاس التي تمثل لنا يقظة اليونان وثورتهم على الأتراك واستقلالهم.

وعندما توفي صديقه كيتس عام ١٨٢١ نظم في رثائه قصيدة عامرة الأبيات، ملأها بزفرات قلبه وفلذات كبده من شدة ما ناله من الحزن لفقده، ولا يحسب من يقرأها إلا أن شلي كان صنبوراً من الدمع لا ينضب معينه على صديقه.

الدرامة

وقد حاول أن يؤلف درامة يصف فيها أحوال المجتمع ونظمه وعادات البيئة وطبقاتها، فوضع لأول مرة رواية سنسي ثم رواية ريشارد الثاني، إلا أن محاولته هذه باءت بالفشل وارتدت بالأخفاق، ولا سيما إذا قيست بأولى محاولات شكسبير ونجاحها

ومع كثرة ما لشلي من الأشعار الغنائية، فلا نكاد نجد له قصيدة واحدة تجمع إلى رقة العاطفة وقوة الخيال انتظام الفكرة وابتكار المعنى. ونستطيع أن نقول خلاصة لهذا الموضوع: إن خير ما نظمه شلي ظهر في ست السنوات الأخيرة من حياته

أما القالب الذي كان يستوعب أفكاره وأخيلته ففي غاية السبك والإبداع، بل كثيراً ما يُقوم من خياله المستكره الفسل، ومن عواطفه النافرة المستعصية. ولقد شهد له بجمال الأسلوب وروعته وليم وردزورث بقوله: (كان شلي خيرنا أسلوباً وأكثرنا ملاءمة بين موسيقى اللفظ وجمال المعنى). وشعره إلى جانب ذلك لا يكتظ بالكلمات اللاتينية التي يكتظ بها شعر ملتون وغيره. هو أبعد الشعراء عن الأساليب الكلاسيكية، وعن استعمال حوشي الكلام وغريب الألفاظ ومهجور التراكيب وأكثرهم جنوحاً إلى سهولة الأداء وإلى الألفاظ الجميلة المخارج والموسيقية الجرس، يتناولها فيجعل منها مع المعنى لحناً موسيقياً بديعاً.

وقد جمع معظم أشعاره في ديوان عنوانه ظهرت الطبعة الأولى منه سنة ١٨١٩ فنفدت لسنتها لما كان لها من الرواج. ثم ظهرت طبعته الثانية عام ١٨٢١ حاوية لقصيدته الشهيرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>