اذهب إلى الكنيسة واستمع إلى كلام الرب ففيه كل الحكمة.)
وتأوه ميشكا وقال:(سأفعل)
- (هل لي أن أقرأ لك شيئاً؟)
- (نعم، تفضلي)
وأتت العجوز بالإنجيل، وقلبت صفحاته، وبدأ صوتها يدوي، ورمى ميشكا برأسه إلى الوراء، وحك بيده ذراعه اليسرى (وهل تظن أيها الإنسان أن في وسعك التهرب من حكم الرب؟)
وقاطعها ميشكا وكأنه يجهش بالبكاء:(سيدتي المحترمة، دعيني أذهب، أرجو ذلك محبة في الله، سآتي مرة أخرى عن طيب خاطر واستمع. أما الآن فأني جائع جدا. إننا لم نتبلغ منذ أمس.
ودقت العجوز صدرها، وقالت: (أذهب! ابتعد!) ورن صوتها المزعج في الفضاء، واندفع ميشكا مسرعا نحو الباب بعد أن قال لها:
وبعد نصف ساعة جلسنا في المطعم، وشربنا الشاي وأكلنا الخبز الأبيض، وقال ميشكا وهو يبتسم إليّ بعينه التي تشبه عيون الأطفال سذاجة وفرحا:(كنت أشعر كأن حمى قد انسابت في جسمي، وقد وقفت هنالك وفكرت في القول: أي ربى لم جئت إلى هنا؟ إنه العذاب! وبدأت هي الحديث: هل هؤلاء آدميون! إننا نريد أن نكون شرفاء معهم ونهيئ لهم ما توحي به ضمائرنا، إلا أنهم يفكرون في غير ذلك: يفكرون في متاعهم. فقلت لها: يا سيدتي المحترمة، هذا هو قفلك أرده إليك ولا تغضبي. . . ولكنها قالت: انتظر، ابق هنا، أذكر لي أولاً لم أحضرته؟ وبدأت تخزني بكلماتها، ولقد سئمت كثرة أسئلتها. . . هذه هي الحقيقة)
وتابع الابتسام الهادئ المريح
واهتاج زيومكا وقال له جادا:
(أولى لك يا صديقي أن تموت! وإلا التهمك في الغد الذباب من فرط سخف أفكارك)
- (إنك تتحدث بغباء دائماً. تعال، نريد أن نشرب كأساً على المسألة الستار). وشربنا كأساً