(لقد كان كتاباً عظيما!! إنهما نذلان! أما أنا فقد كنت أذكر ربى. هذا هو الحق. وهذا ما يجب قوله. إننا تعساء ورجال سوء أنذال - ثم كنت أعود فأفكر في المرأة العجوز الطاعنة في السن. ولربما كان سرورها الوحيد في كتابها هذا - ذلك ما ظننته. وأردت أن أهيء للعجوز المتدينة سروراً وأن أرد إليها أشياءها: وقد اكتسبنا بحمد الله شيئاً نقتات به. فالوداع يا أخوتي. إنني أريد الذهاب الآن)
واستوقفته العجوز وقالت له:(انتظر! هل عرفت ما قرأته لك البارحة؟)
(أنا؟ أَنَّى لي ذلك؟ إنني استمعت إليك ولكن أي استماع؟ فهل لآذاننا قدرة على استماع كلام الرب؟ إننا لا نفهم مثل ذلك.)
وقالت العجوز:(أهكذا؟ ألا تنتظر لحظة أخرى؟) وتململ ميشكا وأخذ كالدب يضرب الأرض برجليه. فان مثل هذا الحديث لا طاقة له به.
- (هل لي أن أقرأ لك شيئاً قليلاً؟)
- (. . . . . ولكن صديقَّي ينتظران.)
- (دعهما ينتظران، إنك رجل طيب. دعهما يسيران حيث شاءا.) وقال ميشكا بصوت خافت: (حسناً.)
- (إنك لن تسير معهما بعد الآن؟ أليس كذلك؟)
- (لا.)
- (هذا هو الصواب. إنك طفل كبير على رغم مالك من لحية تنزل إلى وسطك! هل أنت متزوج)
- (بل أعزب. إن زوجتي توفيت.)
- (ولم تشرب الخمر؟ أنك تشرب طبعاً؟)
- (نعم.)
- (ولماذا؟)
قال ميشكا متضجراً:(ولماذا أشرب الخمر؟ لتغفيلي. إنني مغفل ولهذا أشرب. ولو كان للإنسان عقل لم جرؤ على تحطيم نفسه بيده.)
- (إنك على حق.) فاعمل على أن تكون عاقلاً. حسن من سيرتك وأصلح من أمورك.