ينزع منه قطعة. وسوف تغضب العجوز وتحزن. . . وسوف تموت عما قريب. هذا ما أردت. فانتظر لحظة يا أخي فسأعود سريعاً)
وقبل أن نتمكن من إيقافه اختفي وانعطف بخطوات سريعة وقال زيومكا في غضب وهو يفكر في أثر هذه الواقعة ونتائجها المحتملة:(ما أضعف هذا الرجل وما أكثر تغفيله؟)
ثم أخذ يؤكد لي في كل جملة خطأه
ولكن الآن انتهى كل شئ. لقد أوقعنا في الشرك. ولعله الآن جالس متكئ أمام العجوز. وقد لا يغيب عنها أن تستنجد بالشرطة)
(هذا مثل مما يتوقعه الإنسان من مصاحبة هذا الوغد. إنه حقا يدخل الشخص إلى السجن من أجل شئ تافه. هذا الكلب! هل رأيت رجلاً له مثل هذه النفس الدنيئة، ينبغي أن يُلقي بأصدقائه إلى التهلكة، يا إلهي! أهذا هو جيل اليوم؟ هيا بنا، لم هذا الانتظار؟ أتريد أن تبقى هنا؟ انتظر إن شئت، ليخطفك عفريت من الجن أنت وكل الأوغاد من أمثالك. ذلك الوغد! ألا تريد أن تذهب معى؟ هيا)
ووكزني زيومكا في جانبي وسبني ومضى لسبيله
وكنت أريد أن أعرف ماذا جرى لميشكا عند صاحبة آخر عمل قمنا به. فذهب ثانية إلى ذلك المنزل، وكنت أعتقد أن لا خطر في ذلك، وأن السوء لا يمسني من جراء هذا. ولم يخب ظني، ووصلت المنزل وأخذت أنظر من خلال الحواجز وقد رأيت وسمعت ما يلي:
كانت العجوز جالسة على سلم المنزل ممسكة بقطعتي القفل الفضي بيدها وهى تنظر إلى ميشكا من خلال منظارها بدقة كما لو كانت تريد أن تتغلغل في صميمه. وكان لعينيها الحادتين بريق قوى. وقد ارتسمت على طرف فمها ابتسامة خفيفة رخوة تحاول إخفاءها: هي ابتسامة المغفرة.
وتبين من خلف العجوز ثلاثة رؤوس: امرأتان إحداهما شديدة حمرة الوجه وعلى رأسها منديل زاهي الألوان، والثانية عوراء، وقد وقفت خلف رجل عريض المنكبين وإمارات وجهه تدل على أنه يريد أن يقول: