للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالأرجيف أعداء طيبة فثار الشعب عليه. . . وفي المعركة التقى الإخوان فقتل أحدهما الآخر وبذلك تحقق الشطر الأخير من النبوة. . .

- ١ -

اختلف الإخوان، إتيوكليس، وبولينيسيز، بعد مقتل أبيهما من أجل العرش، ثم اتفقا على أن يحكم كل منهما سنة، واتفقا على أن يحكم إتيوكليس، الأخ الأكبر قبل أخيه. فلما حال الحول وأراد بولينيسيز ارتقاء العرش بدوره، أبى أخوه؛ وألب عليه الشعب، وأوغر صدور مجلس طيبة بما لفق على أخيه من المفتريات. واضطر بولينيسيز إلى ركوب الأسنة، لما لم ير له حيلة إلا ركوبها!

- ٢ -

ولاذ بملك آرجوس، أدراستوس، فحل به أهلاً ونزل عنده سهلاً، واتفق الملك على أن يزوج الأمير ابنته، عل أن يرسل جيشه العرموم على طبية لإذلالها، يقوده سبعة من أشد قواده وعلم أتيوكليز بما دبر أخوه فهاج هائجه، وانطلق إلى شعبه يدلهم على خيانة بولينيسيز، ويقدم لهم دليلاً جديداً (على هذا المارق الذي لفظه وطنه فلاذ بأعدائه يشترى الملك بالعبودية، والتاج بالقيد الذي يعده لبلاده، وسعادته الوضيعة بشقاء طبية بأسرها. . .)

- ٣ -

(إتيوكليز يحرض الجند على الأسوار)

- (يا أبناء طيبة! أيها القدميون الشجعان! يا ذادة الوطن! الساعة خطيرة فانتبهوا، وإياكم وسنة من النوم تأخذكم والعدو محدق بكم. إنه أن يكن نصر فمن الآلهة التي ترعاكم؛ فان تكن الأخرى، وحاشا أن تكون، فأنني، أنا إتيوكليز ابن أوديبوس الشقي، أنا الرجل ملء الأفواه وملء الأسماع، سأكون عرضة لحقنكم وسخطكم، لأنني لم أستطع الدفاع عن ذماركم فلم أستحق محبتكم. وقانا الله عاقبة السوء، ودفع عن طيبة هذا البلاء. يا أبناء الوطن! إن كل نَفَس يتردد فوق تلك الأرض المقدسة حري بأن يشترك في الجهاد الأكبر، شيبكم وشبابكم، كبيركم وصغيركم، قويكم وضعيفكم، كل ينفخ في أخيه من روح الوطن، وكل تتدفق في عروقه دماء النخوة حارة ترد بسواعدكم الغزاة العتاة المعتدين!. . . قد جدت

<<  <  ج:
ص:  >  >>