للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحرب بكم فجدوا، ألا فافزعوا إلى أسلحتكم فردوا بها عادية الأشرار عن وطنكم وعن آلهتكم، وعن أطفالكم، وأمهاتكم اللائي أرضعنكم لتكونوا بعون السماء الكماة الحماة اللهاذم الصيد الصناديد! اذكروا ما بعد النصر من عز وفخر، واذكروا ما بعد الهزيمة من عار ودمار ومذلة وأَسار!! لقد حدث واعظكم وصفي آلهتكم تيريزبازس، قال: إن قادة الأرجيف قد اعتزموا الكبسة ليلتهم هذه، فمن لطيبة يا أبناءها غيركم!! هلموا!! تبوأوا مواقف للقتال في كل شبر من أرضكم، وقفوا بالمرصاد لعدوكم، وسدوا الثغور فأنها مفاتح بلادكم، واستلئموا في حديدكم ولا ينالُن منكم غرة فتذهب ريحكم، وخذوهم من فوق حصونكم، ولا تهولنكم كثرتكم فالسماء معكم، والآلهة من خلفكم. . . . . .)

- ٤ -

(يدخل رسول)

- (حيّا الله مولاي الملك! الأخبار يا مولاي! لقد شهدت بعينيْ رأسي! الأرجيف يا مولاي في سبعة جيوش جرارة، يقود كل جيش كميٌّ صنديد. لقد ذبحوا قرابينهم من كل عجل جسد وثور سمين، وغمسوا أيديهم في الدماء، ثم تقاسموا ليجعلن عاليَ طيبة الخالدة سافلها أو ليهلكن دونها. . . وكانوا يا مولاي يرمقونها بعيون تقدح الشرر إذْ هم يأخذون مواثقهم، وكانت شفاههم تتلمظ تحناناً ليوم النصر، وفي قلوبهم نار تسعر! وقد عجلت إليك يا مولاي وإنهم ليعبئون صفوفهم، ويأخذون أهبتهم، فخذوا عدتكم واثقفوهم قبل أن يقفوكم، ولتكن طيبة كلها يداً واحدة، وإن لنا لَلْكَرّةَ بمعونة السماء. . .

(يخرج الرسول)

- (يا زيوس العظيم! يا مولاي! يا رب هذا البلد! احمه من الأعداء، ولا تسلطهم عليه فيغتصبوا حريته، ويهدروا كرامته! كن في عون عبادك من ذراري قدموس! إنهم يخبتون لك ويصلون من أجلك!)

- ٥ -

ويشرف الطيبيات من أعلى الأسوار، فيرين إلى جحافل الأعداء محدقة بمدينتهم فيتفزّعنْ فرقاً، ويتغنين بالآم الوطن، ويرسلن أنشودة طويلة مبللة بالدموع من أجل طيبة، ويهتفن

<<  <  ج:
ص:  >  >>