للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالآلهة أن تنقذهن من ذل السبي وهوان الأسار، فما يسمعهن إتيوكليز حتى يهرع إليهن

- (ألا خَبّرْن أيتها المخلوقات اللائى لا يتحملكن قلب ولا يُسر برؤيتكن طرف! أبمثل هذه الأصوات المنكرة تدفعهن عن طيبة بلاء الأعداء!؟ أبهذا الصراخ وذاك العويل تكشفن الغمة عن الوطن الحزين!؟ تالله إنكن عليه بهذا العواء الذي يقذف الرعب في قلوب الجند! أتحببن أن تُحبَسْن ورجالكن في عقور دوركن، وتكن بذاك قد دفعتن عن البلاد غائلة العدو المحدق بنا جميعاً! مالكن تهرولن هنا وهناك باكيات منتحبات؟ إنكن إذن بلاء هذا الوطن وشقاؤه، ولَسْتُن أهله بل أعداءه! إنكفئن إذن وخلين بين الرجال وبين واجبهم الأسمى من مجالدة الأرجيف، والذود عن بيضة الوطن! إنكفئْن! لاسعت بكن قدم؟!)

- يا حفيد لايوس العظيم! إن قلوبنا لتنخلع من ضوضاء هذا الجيش اللجب المحيط بنا؟!)

- (أذن خبّرْن يا نساء طيبة! أإذا أحيط بالسفينة في البحر اللجي ترك الربان سكانها وفزع إلى السارية لينجو من الغرق؟!)

- (بل نحن قد فزعنا إلى هياكل الآلهة أن تحفظنا من الأسار، وصلينا في كل معبد من أجل رجالنا وأطفالنا!)

- (بل صلين للآلهة أن تقي أسوار المدينة، وأن تنصر أبطالنا على خصومنا! اهتفن بأبنائكن أن ادفعوا عن أوطانكم، ولا تسمحوا لعدوكم أن يجوس خلال هذه المدينة! إنهم وحدهم يقدمون القرابين من أرواحهم لهذه الديار! أما انتن فقرن في بيوتكن، ولا تلقين الرعب في قلوب أبنائكن!! لقد كدتن تفعمنها جبناً وترهقن سواعدهم ضعفاً وخوراً!)

- (ويلاه! إن العدو يأخذ المدينة من أساسها! اسمع!)

(أصوات شديدة وقرقعة)

- (أجل! وإن للمدينة لأبناءً كراماً، وإنها لقعقعة سلاحهم تبيد صفوف الأعداء!)

- (بل هم الأعداء يجرعون أبناءنا غصص الموت!)

- (غصص موت تبيدكن جميعا! أُصمتن!)

- (أنت سبب هذا البلاء! كل هذا من أجل لباناتك! أنت جلبتهم على طيبة بالخيل والرَّجْل!!)

- (يازيوس الجبار! أي شياطين بثثت في نفوس النساء؟)

<<  <  ج:
ص:  >  >>