- (أصمْتن يا شقاء الوطن! لقد أزعجتن جنودنا بأصواتكن!)
- (نصمت! آه! لنصمت بأمر الملك)
- (يا آلهة الأولمب رفقاً بطيبة! تقبلي صلواتنا من أجل هذا الوطن! إني لن آلُو جهدا في تخير ستة من شجعان قادتنا يدفعون قادتهم السبع. . . باركي يا سماء وانصري يا آلهة)
(يخرج إتيوكليز)
- ٦ -
ويهوج الخورس بأناشيد يترجمن بها عن الفزع الذي يروعهن من هذه الحرب، ثم يصلين من أجل طيبة، ويدعين الآلهة، ويحضر إليهن رسول ممن شهد المعارك فما يوشك يصف ما حدث عند البوابة من الطعن والضرب، والتكبكب والانهزام، والهجوم والارتداد، حتى يجيء إتيوكليز فينفي كلام الرسول، ويخبر أن القائد الطيبي فلانا قد دحرهم، ومزق صفوفهم وخضد بأجناده شوكتهم. فإذا حدث الرسول عما كان من نزال وقتال عند البوابة الثانية رد إتيوكليز فبالغ في شجاعة الطيبين ثمة، وما أبدوا من صمود للهجمة، وصبر في موقف الموت. . . وهكذا. . . فإذا بلغ الكلام عما كان عند البوابة السابعة وذكر الرسول أن بولينيسيز نفسه هو قائد الأرجيف في تلك الجهة امتقع وجه إتيوكليز واربد جبينه، وانعقدت فوقه سحائب من الهم والفكر، ثم تلجلج لسانه بكلمة طويلة عن مصائر هذه الأسرة الشقية التاعسة، وانطلق ليدافع عن البوابة السابعة ضد أخيه بنفسه. غير مصغ إلى تحذير الخورس إياه. ولا حافل بإمارات السوء التي كانت ترقص أشباحها في الميدان.
- ٧ -
ويتغنى المنشدات، فيذكرن الأحداث القدامى التي تنبأ بها الكهنة في دلفي عن أوديب طفل لايوس، ويوجسْنَ خيفةً أن يتم اليوم الفصل الأخير من المأساة.
وما يكدن يفرغن من تغنيهن حتى يدخل إليهن رسول يزف إليهن بشرى نجاة طيبة وسلامتها!