إنجلترا ثمرة مرة، ولكنها مشتهاة، فقد غنى على عوده كثيرون من رجال المدرسة الحديثة أمثال لورانس وجويس وألدوس هكسلى ورسل، وإن لم يكن بعضهم ينهج في قصصه من حيث الأدب الجنسي نهجاً علمياً قد لا ينافي الأخلاق وإن عظم أثره في تكييف سلوك الشباب. وبرنردشو هو نقيض ويلد في كل شئ، إذ يكاد شو يكون صوفياً في نظرته للأدب، في حين ينظر ويلد للأدب نظرة مادية كنظرة الأباحيين إلى تمثال من المرمر لامرأة غاوية خليعة تثير التشهي وتعمل لتحقيقه. وشو يدعو إلى حفظ الجسم بالاعتدال في كل من شهوة البطن والفرج، وقد يحتم الصوم لتحقيق مذهبه، وقد امتنع عن أكل الأطعمة الحيوانية وتناول الأدوية لهذا السبب. وهاهو ذا يتمتع بكمال الصحة في شيخوخته النشيطة الدائبة التي ما تنى، على حين أغمض الموت جفني ويلد في غصص من الأمراض والتهدم الجسماني. . . وشو محتشم في كوميدياته، يثير الضحك بتعرية حقائق الأخلاق؛ أما ويلد فمهرج، يتبع في ملاهيه طريقة أرسطوفان الإغريقي الذي لا يرى بأساً من إظهار حمار على المسرح وإلباس رجل لبوس امرأة. ويتفق شو وويلد في ذكائهما النادر ومنشئهما الايرلندي، وفي أنهما خدما المسرح الإنجليزي خدمة لم تكن تقوم قائمته بدونهما.