ذلك طاغية رومة وامبراطورها العظيم)، وقد استطاع ميسيناس أن يكون موضع الثقة من الطاغية حتى أصبح مطلق اليد في شؤون الإمبراطورية، وأصبح فضلاً عن ذلك أكبر شخصية في الدولة يزيدها التفاف الشعراء ومحبة الأدباء بهجة ورواء وتألقاً
عرف الشاعر فرجيل هوراس وسمع إليه فأعجب به وضمه إلى جماعة الشعراء الرومانيين المسماة ثم وصله بحاشية ميسيناس فأغرم به المستشار وأغدق عليه النعم وصحبه معه في حروب الدولة وحضر موقعة أكتيوم التي وصفها هوراس ووصف غيرها من الحروب الرومانية كما وصف أبو الطيب حروب سيف الدولة
وقد كان هوراس كما كان أبو الطيب يصبو إلى الحكم في ظل الدولة، فلما انتصر الرومانيون بقيادة أكتافيوس في أكتيوم رأى ميسيناس أن يكافئ شاعره مكافأة تتناسب وقدمه العالية عنده، فأقطعه إقطاعية واسعة في الأراضي السابيّة (وسط إيطاليا) قريباً من روما، وهو ما لم ينله أبو الطيب لا من سيف الدولة ولا من المعتضد، ولا من إمام الآبقين أبي المسك كافور!! والذي يقرأ ديوان هوراس يلفته اسم ميسيناس في أكثر صحائفه كما يلفت القارئ اسم الدولة في ديوان أبى الطيب
وسنعود إلى شعر هوراس في عدد آخر؛ ولكن لا يفوتنا هنا أن نشير إلى براعة ميسيناس في نقد الآداب وتمييز غثها من سمينها؛ ثم إلى براعته في الخطابة ومقدرته الهائلة في التأثير على الجماهير. ولقد كان يفضل هوراس على فرجيل ويعتبره شاعر الرومان المعبر عن خلجاتهم، والناطق بلسان الطبيعة في جميع أنحاء الإمبراطورية. أما فرجيل فكان يعده شاعراً أسطورياً لأنه نسج على منوال هوميروس.
أوسكار ويلد وبرنرد شو
يعتبر أوسكار ويلد زعيم المنحطين في الأدب الإنكليزي، وهو قد نسج في أدبه على طريقة بلزاك وجوتييه من حيث نشدان اللذة الجنسية، ولكنه غلا حتى أجاز الشذوذ في تحقيق هذه اللذة، وقصته (صورة دوريان جراي) آية في الشذوذ. وكما نسج في أدبه على طريقة بلزاك وجوتييه فقد نسج في فنه على مبادئ جون رسكن التي تدعو إلى محاربة الآلات ليرقى الفن وتقول بإخضاع الحياة للفن لا الفن للحياة، وهى مبادئ خطيرة ما تزال بكل أسف تلقى لها أنصاراً كثيرين في سائر الأقطار. وقد كان لأدب أوسكار ويلد ولفنه في