الكثلكة في سنة ١٩٢٢، وسجل بذلك تمسكه (بالأرثوذكسية) في سائر المناحي؛ في الأدب والسياسة والاجتماع وغيرها؛ ومن رأيه أن الإرادة البشرية هي مبعث كل الأعمال والتصرفات، ولا بأس من أن يحيي المجتمع من الأنظمة القديمة ما يناسبه.
وقد أنشأ تشسترتون منذ أعوام مجلة أدبية اجتماعية باسم أعنى أسبوعية جلبرت تشسترتون مرموزا إليه بالحرفين الأولين من اسمه
(ع)
جلبرت كنت تشسترتون أيضاً
توفي هذا الشاعر النقادة الصحافي الإنكليزي الكبير فاندك بموته صرح منيف من صروح الأدب الإنجليزي المعاصر.
نشأ نشأة متوسطة، ولم تعترضه ظروف قاسية كالتي تعترض لذاته من الأدباء عادة، ولذا عاش حياة كلها مرح، وقضى عمره الغنى الحافل في خدمة الأدب في جميع وجوهه، ومال منذ حداثته إلى قرض الشعر فنظم قصائد متواضعة ثم اشتد باعه فنظم القصائد الرائعة التي مكنت له في عالم الأدب، ورفعت اسمه فوق أسماء الأدباء. وكل عارف بالشعر الإنجليزي لا ينسى قصيدتي تشسترتون (نابليون نوتنج هل)، و (الفندق الطائر).
وتشسترتون يشبه رديارد كبلنج في شدة حبه للإمبراطورية، ويشبه درنكووتر في تفانيه لخدمة اللغة الإنكليزية والأدب الإنكليزي بيد أن قيمة تشسترتون كأديب عظيم لا ترجع إلى أشعاره، ولكن إلى كتاباته في نقد الأدب والحياة والاجتماع. فلقد جال جولات واسعة في أمريكا وفلسطين فنقد كل مرافق الحياة في الأولى في مجلد ضخم، ثم كتب تاريخاً حافلاً للحروب الصليبية ضمنه موجزا لتاريخ فلسطين. وقد آمن بعد تجواله في هذه الأقطار بوجوب استقلال الفلاحين وتدريبهم على حياة التعاون فيما بينهم بما ينفعهم، ولم ينس أن ينصح بمثل ذلك للإنجليز أنفسهم عندما كتب تاريخه المفيد
وبالرغم مما يدعيه هذا الكاتب الإنجليزي من كرهه لطرائق السفسطائيين الإغريق فانه لم يكن سفسطائي أكبر منه في إنجلترا ولا في العالم أجمع في العصر الذي نعيش فيه. وكان معروفاً عنه أنه متى ما رأى رأياً ولو كان خطلاً في خطل فانه ما يني عن سنده بالحجج