من الحقائق المعروفة أن الحركة الفكرية والتعليمية في ألمانيا قد اضمحلت في ظل الحكم الهتلري؛ فقد طاردت الحكومة الهتلرية أكابر الكتاب الذين لا يتفقون معها في الرأي السياسي وسيطرت على الصحافة وصفدتها بأغلال جعلت منها أداة حكومية للدعاية، وغيرت برامج التعليم لتتفق مع غاياتها السياسية، وبسطت نفوذها على الجامعات حتى جعلت منها منابر للدعوة النازية وهكذا
وقد اطلعنا أخيراً في بعض الصحف الكبرى على إحصاء يدل إلى أي مدى سحيق تدهورت الحركة التعليمية في ألمانيا في ظل الحكم النازي خلاصته أن طلبة الجامعة الألمانية بلغ عددهم في العام الدراسي الحالي نصف ما كانوا في صيف سنة ١٩٣٣، وهى السنة التي تولى فيها هتلر الحكم، فقد كانوا يومئذ ١٤٠٠٠ (أربعة عشر ألفاً)، وعددهم في هذا العام ٧٩٣٤ فقط؛ ولم يدخل الجامعات الألمانية في أوائل العام الدراسي المنقضي من الطلبة الجدد سوى سبعة آلاف، وكان عدد طلبة الجامعات والمدارس العالية في ألمانيا سنة ١٩٣٣، ١١٦٠٠٠ طالب، فنزلوا هذا العام إلى ٧٧ ألفاً فقط؛ وكانت الجامعات الصغيرة أشد تأثراً بهذا النقص الفادح، وهذه الأرقام تنطق بنفسها، وتدل دلالة واضحة على مبلغ التدهور الذي أصاب الحركة الفكرية في ألمانيا في عهد الهتلريين.
وهذه النتيجة تعتبر من جهة أخرى طبيعية منطقية في ألمانيا الهتلرية؛ ذلك أن نظرية الهتلريين في التربية تميل إلى الإسبارطية القديمة، وتؤثر التربية العسكرية والرياضية على أي نوع آخر من التربية، وتؤثر الأجسام القوية على العقول الراجحة، وعلى الرؤوس المستنيرة.
على أنه مهما كان من رأي الهتلريين ونظرياتهم في التربية، فان هذه النتيجة التي انتهت إليها ألمانيا في مثل هذا العهد القصير ليست مما يشهد للنظم الجديدة، وليست مما يدعم عظمة الأمم.
جمعية هندية للمباحث الإسلامية
تقوم في بومباي (الهند) منذ ثلاثة أعوام هيئة علمية إسلامية تسمى (جماعة البحث الإسلامي)؛ وهى هيئة علمية محضة غير طائفية وغير حزبية يشرف على تعضيدها أكابر