القومي قد أحرز في فلسطيني شيئاً من النجاح والتوسع من حيث الاحتشاد والاستثمار الاقتصادي، فذلك يرجع قبل كل شيء إلى الأموال الطائلة التي تستثمرها الرأسمالية اليهودية؛ والرأسمالية لا تعرف وطناً ولا ديناً، ولا تعرف إلا الفوائد والمغانم المادية.
والخلاصة أن الوطن القومي اليهودي يقوم على عوامل وأسس مصطنعة يكشف الزمن عن ضعفها شيئا فشيئا؛ والزمن وحده كفيل بأن يبين لليهودية أن مشروع الوطن القومي والدولة اليهودية إنما هو حلم عظيم جاشت به أذهان بعض المتعصبين من أقطاب اليهودية ومفكريها، وأنه لا يمكن أن يعتبر بوضعه الحاضر أكثر من مشروع اقتصادي تؤيده الحراب البريطانية، فكل ما يحرزه من نجاح أو يصيبه من فشل يرجع إلى قواعد الاقتصاد العادية دون غيرها؛ وما جامعة الدين التي تستظل بها اليهودية، إلا طلاء السياسة، وهي أضعف من أن تقيم في عصرنا دولة أو وطنا.