الشابي. ثم لم تفعل بعدها شيئاً إلى الآن خصوصاً وقد علقت عليها آمال ضخام في انتشال البلاد من هذا الركود الأدبي بتوحيد جهود أدبائه وتسهيل نشر كتبهم بواسطة القروض التي تسبقها والدعاية التي تقوم بها للمؤلفات.
أسباب ركود الأدب
إذن فأسباب ركود الأدب كثيرة، ولكن يمكن تلخيصها في سببين:
الأول: قلة القراء في الأواسط الشعبية نظراً للأُمية الغالبة على السواد. ثم جهل كثير من الشباب لغته القومية أو نزارة معارفه التي لا تسمح له بالاستفادة من الأدب والصحف الجدية.
الثاني: عدم وجود من يأخذ بيد الأديب إذا هو أراد أن ينتج وينشر، فطبقة القراء القليلة تزهد في كل عمل تونسي، ولا تُقبل على تأليف تونسي، كما تقبل على التأليف المصرية والشامية، والصحف اليومية لا تقوم بأي مجهود لاستكتاب الأدباء، وحمل القراء على المطلعة الأدبية، وإذا نشرت شيئاً من الأدب فالأغلب أن يكون من الأدب السهل الرخيص.
والخلاصة أن الأدب في تونس لا يعدو كونه هواية من الهوايات، ولا يوجد الأديب المحترف، وإن وُجد الصحافي. والمؤلف يقاسي الأمرين من فقدان الناشر والقارئ. وليس هناك من المشجعات للأديب ما يجعله دائب الإنتاج والعمل.
فلا مكافآت، ولا جوائز، ولا مجاملات لنشر آرائه، ولا حرية لمن أراد أن يفكر باستقلال؛ والأصوات التي ارتفعت في تونس وترقّب منها كلُ مخلص أن تكون في يوم من الأيام داويهً في العلم العربي خفتت وصمتت لتكاتف هاته العوامل عليها.
رجاء
على أنه لا يسعني أن أختم هاته الكلمة دون أن أنوه بما يبديه؟ الشباب التونسي في هاته المدة الأخيرة من النشاط والحيوية. فهنالك جمعيات للشبيبة لا زالت توالى الجهود في إقامة الحفلات المختلفة وإلقاء المسامرات في مختلف المواضيع، ونشر النشرات التي يرى القارئ من خلال سطورها هاته القلوب الفتية التي تتقد إيماناً بمستقبل الأمة التونسية، وحباً لأدبها ولغتها القومية. وإنه وإن كان نشاط هاته الجمعيات مقصوراً على العواصم وفي