للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بروحها تثور، لأنه ما كان يحب أن يتصورها جالسة أمامه ترقبه وهو يمضغ الطعام، ويقطع الخبز بأسنانه، وكان لا يعود لهدوئه وسكونه إلا بعد أن يتنفس الصعداء في قاعته.

ولما اعترضت جميلة طريقه أول مرة، كان يحمل معه عصاه ليضربها؛ ولكنه لما سمع صوتها عن قرب، ووقف عند رأسها، وأمسك بيده رسغها، وصافحته أنفاسها، تراجع، وأيقن أنه أمام مخلوق لا يستحق الضرب!

وأخذ بعد ذلك يترقب حضورها، ويتأخر في المسجد عامداً ليعينها على حمل الجرة، ويملأ أذنيه من صوتها.

(لها بقية)

محمود البدوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>