للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكتاب علمي في أسلوبه ومناحيه، ولكنه واضح بعيد عن ذلك التعقيد الفّني الذي يذهب بكثير من قيمة الشروح والبيانات القيمة.

إلى الأستاذ محمد عبد الله عنان

لما استطردتم في مقالكم القيم عن (البارون فون إوفنباخ) في الرسالة ١٤١ إلى ذكر الماسونية وقلتم (إن لها أغراضاً خفية غير الأغراض الإنسانية التي تتظاهر بها، وإنها تعمل لغاية ثورية شاملة هي سحق الأديان والمعتقدات القائمة كلها، وإدماج الإنسانية كلها في نوع من التفكير الحر المطلق والمساواة الاجتماعية المطلقة) قرت عيون جمهرة القراء عندنا وعدوها لكم منقبة، وباتوا يرقبون عودة منكم إلى هذا الموضوع، لأن الناس لا يشكون من شيء عندنا ما يشكون من الماسونية. ولا يرون ظلماً ولا إلحاداً ولا رذيلة إلا وللماسونية صلة به، ذلك أن الماسونية عندنا ليست - على الأكثر - إلا شركات نفعية مؤلفة من أشخاص ليس لهم مبدأ معروف، ولا غاية نبيلة، ولكن مبدأهم ومنتاهم جلب النفع لأنفسهم ودرء الضرر عنها، ولو كان في ذلك ضرر المجتمع، وذهاب الفضيلة وهدم الدين؛ يتعاونون على الخير والشر، ويتناصرون على الحق والباطل، ويدوسون كل المقدسات في طريقهم إلى منفعتهم، فيدافع القاضي عن المجرم، ويتنكب سبيل العدل، ويخون المعلم منهم في الامتحان، فينجح المقصر، ويسقط المجتهد؛ وإذا خلت وظيفة لم يعين العالم الكفء القدير، ولكن يعين لها من له صلة بالماسونية التي يعتنقها من بيدهم أمر تعيينه، ولو كان جاهلاً، ولو كانت وظيفة رئيس المفتشين في وزارة المعارف، أو عضو الاستئناف في وزارة الحقانية، أو غير ذلك. . .

فهل هذه هي الماسونية؟ وهل يتفضل سيدي الأستاذ فيجلو لنا غامضها، ويكشف لنا خفيها، فيبين منشأها وأصلها ومبادئها، ويذكر لنا ما هي قيمتها اليوم في أوربا وفي بلدان الشرق الأدنى، وما هي علاقتها بالدين والوطنية في فصل تخطه يراعته البليغة؟

(دمشق)

(ع)

ديوان حافظ إبراهيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>