قصيدتان ألقاهما الدكتور إبراهيم ناجي، وقدم لهما بهذه العبارة:(قصة نفس، ذات فصلين: الأول ثورة النفس بينما الزورق يغرق والملاح يستصرخ؛ والثاني استيقاظ الكبرياء بعد هدوء العاصفة)
والواقع أن هذه العناوين:(عاصفة روح. قصة نفس. ثورة نفس. كبرياء) ليست ذات حظ كبير من المدلولات في القصيدتين، نستثني منها (الكبرياء) لأربعة أبيات في آخر القصيدة الثانية التي سماها بهذا الاسم (الكبرياء) تحدث في هذه الأبيات عن الشمم والكبرياء حديثاً يملأ النفس ويفعم القلب، وهي:
أيخيفني العشب الضعيف أنا الذي ... أسلمت للشوك الممض أديمي
وإذا ونى قلبي يدق مكانه ... شممي وتخفق كبرياء همومي
ورجعت أحمل جعبتي متحدياً ... زمني بها وحواسدي وخصومي
ورفعت نحو الله رأساً ما انحنى ... بالذل يوماً في رحاب عظيم
وهذه أبيات جيدة؛ غير أن كبرياء الهموم أمر لا يطاق! وسياق المعنى يقتض كبرياءه هو لا كبرياء همومه؛ أما فيما عدا هذه الأبيات فلا تجد روحاً، لا عاصفة ولا غير عاصفة، ولا تجد في قصيدة (ثورة نفس) وهي الفصل الأول (للاقصة) نفساً، لا ثائرة ولا هادئة؛ وإنما هي ثورة كلمات على أوضاع الكلام، وتمرد عبارات على أداء المعاني. . مهلاً أيها القلم، لقد قالوا إن هذا شعر جديد. . وأغض النظر عن كلمتي جديد وقديم، وأناقش هذا الكلام على أنه شعر لا بد أن يؤثر في النفس، ولا بد أن يصاغ في عبارات سليمة، ولن تغني كلمة جديد عن شيء من ذلك