فإذا بي ألقى دخاناً ولا غي ... م وريحاً وليس من إعصار
فتبينت أستشف جبين ال ... أفق من بين هذه الأستار
فإذا هي جماعة من بنات ال ... ريح تطوي الفضاء عبر البحار
أعجبني البيت الثاني، ومن حسنه التعبير بصبابة الأنوار عما يكون وقت الغروب، وتروية النظر بهذه الصبابة التي هي أجمل من النور كله؛ وبعد ذلك يقول إنه لقي دخاناً غير مصحوب بغيم وريحاً ليست من إعصار، فلما كان الدخان من غير غيم والريح من غير إعصار، فقد جعل يتبين. . الخ، وفي هذا خطأ في ترتيب الفكر فليس الدخان ينشأ من الغيم، والريح لا يلزم أن تكون من إعصار، حتى يتلمس لهما سبباً آخر. على أنه لا يزال في موقفه ومشهده، ويذكر في البيت الأول أن السحاب يسير في الجو، ثم يقول في الثالث: لا غيم. وهل الغيم سوى السحاب؟!. وفي البيت الخامس يشبه سير الطيارات في الفضاء بعبور البحار، وهذا التشبيه ليس إلا عبرا إلى القافية
والتعبير (حداة الرياح) في قوله:
يا حداة الرياح ماذا لقيتم ... من ركوب الأهوال والأخطار
ليس من الصواب في شيء لأنهم لا يسوقون الرياح ولا يغنون لها، وإلا فما معنى حداء الرياح؟
ومن الأبيات الحسان في القصيدة قوله عن الطيار:
وأبو الهول في الفلا كاد يقعى ... ثم يرنو إليه بالأنظار
وإن كان أبو الهول في فلاة واحدة لا في (فلا) متعددة
والملتقى عند قصيدة (صرعى الأغراض) للأستاذ أحمد الزين